النادلة والغجري! (اختبرها صاحب المطعم!)

سَللتُ عِرضَكِ مما شاع واختلطا

وكان أمريَ قبل الملتقى فرُطا

وكنتُ أجهلُ ما شاعوه من كذب

وبات – كل الذي قال الغثا – شططا

لم آلُ جهداً ، ولم أقبلْ مطاعنهم

لمّا وجدتُ الصُوى بالإفك مُرتبطا

عارضتهم ، فاستماتوا في مجادلتي

وكل مجترئ حُسامَه اخترطا

كلٌ رآكِ – إلى الإهمال – مائلة

وتعشقين الأذى والغِش والغمَطا

ولا تبالين بالضيوف إن حضروا

حتى إذا نزلوا في المطعم اضطربا

وتسخرين من الزبائن ارتجلوا

كلامهم ، عندما لم يدرسوا النمطا

وتشتمين بلا حيا ولا أدب

وردهم قد غدا التنفير والسخطا

وتعمدين إلى تحقير أغلبهم

كأنهم أصبحوا في مطعمي سُططا

وتعبسين ، كأن البسمة انتحرتْ

فلا تفاؤل منه الزائرُ اغتبطا

وتقبلين على الجمهور في بطر

وقسوةٍ بأسُها بكِبْرك اختلطا

وتبذلين – من الألفاظ – أسوأها

كأحمق قوله المُقزز اعتبطا

وتلبسين مُسُوح الشم إن أمروا

وتكثرين على مَن زارنا الغلطا

فقلتُ: أنزلُ – بين الناس – مختبراً

وأستعيرُ سِماتِ السوقة البُسَطا

حتى أرى غادتي على حقيقتها

وباليمين أنحّي عن صُواكِ غطا

لأكشف الستر عما كان مختفياً

عني ، فحِكْتُ بنود الفخ والخططا

حتى رأيتكِ – للمعروف – صانعة

فقد وضعتِ على حروفيَ النقطا

وبات شكّي سراباً لا دوام له

ولم يعدْ أمركِ المعتلّ مُستوطا

عاينتُ جُودك والإخلاصَ عن كثب

فقلتُ: لستُ الذي في حُكمه قسطا

بل أستميحكِ عُذراً في معاملتي

إن الفؤاد – بما أحدثتِهِ – انبسطا

أنا المسيء ، ومَولاتي مُبرّأة

وسوف أقمعُ رأسَ القوم والرهطا

تبختري واطلبي ما شئتِ من عِوَض

فقد غدوتُ لمَا تقضينه نشِطا

عربون توبي عن الظنون جُدتُ به

فهذه مائة آلتْ إليكِ عطا

وذاك شكري لمَا أسديتِ من كرَم

قولي: رضيتُ وقلبي زايلَ السخطا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات