الطبيبتان!

أُعطرُ إعجابي ، مع الأمنياتِ

وأبذلُ حباً يمدحُ التضحياتِ

وأثني – على الشخصيتين – مُبجّلاً

عظيمَ الرؤى في مُستطاب الصفات

واذكرُ تاريخاً تسامى فخارُه

وأحكيه بالأحداث ، والواقعات

وأروي يواقيتاً تجلّى سناؤها

وأُهدي الورى أمجادَها النضرات

وأبذرُ آمالاً تبخترَ شَدْوُها

بما حاز مِن ساحاتها الخضرات

وأنثر وردَ الحُبُ في كل بُقعةٍ

أحلي – به – الساحاتِ والعَرَصات

وأفخرُ أني قد ظفِرتُ بسَلوتي

فأشكرُ ربي ضارعَ الرّعَشاتِ

وأشهدُ أني قد خصِصْتُ بنفحةٍ

مِن الحب تُزجي طيّبَ السبحات

وأقطعُ أني لستُ – في الود – غالياً

وما هو إلا صادقُ النبضات

وأجعلُ – من شِعري – حياة تشوقني

وتبعث في قلبي صدى النفحات

وأستحلبُ الأنغامَ من ثدي ضادنا

وأستقرئ الألفاظ في الصفحات

وأنتخبُ الأوزان تُعطي قصيدتي

لحُوناً تفوقُ اليوم رجْع شُداة

وأستمطرُ الضاد الكريمة مُوقناً

بأني سأجني زُبدة الكلمات

ومهما مدحتُ الضادَ إني مقصّرٌ

فكم أغرقتني في خضمّ هِبات

ألا إن (سلمى) و(السلامة) أختها

لأختان كلٌ تُسعِدُ المُهجات

وأبدأ بالشيخ الوقور أبيهما

فأروي بلا دسٍ وزيف رُواة

وأحسبه فذاً ، وربي حَسِيبُه

مُديمٌ لذكر الله ، والصلوات

ويقرأ قرآن المليك تعبُداً

وسراً وجهراً يبذلُ الصدقات

وفي الحج للشيخ المبجّل رحلةٌ

يطوفُ ويسعى ، يبذلُ القُرُبات

ويُعطي اليتامى والمساكينَ حِسبةً

ويدعو مليكَ الناس في عرَفات

وينحرُ هدياً ، لحمُه اليومَ طعمهٌ

لمن لم ينالوا لو حصادَ فُتات

وينأى بكل المال عن أي شُبهةٍ

فكم تُحرَقُ الأموالُ بالشبهات

وكم ينتحي بالنفس عن أي شهوةٍ

ولا يُهلكُ الإنسانَ كالشهوات

ويَصدقُ في الأقوال ، حتى مِزاحها

ويدعو الورى في عزمةٍ وثبات

ويُنقذ مديوناً مِن الدَيْن هدّهُ

ويُنصِتُ بسّاماً لكل شَكاة

ويَعذرُ ثُكلى تستعين بماله

على ذل عيش صائب الطعنات

ويُقرضُ مَن يأتي يريد استدانة

ويعفو إذا ما غاص في التبعات

وكيف يؤدي الديْن مَن صده القضا

وللدائن المغوار كفُ أُساة؟

وينصح إن ظن انتفاعاً بنصحه

وليس يُعير الأذنَ قولَ وُشاة

وكان بلاءُ الشيخ أعتى ضراوة

برغم وفير المال والثروات

له زوجةٌ من كل خير تجرّدتْ

وكم أفسدتْ ذرية وبنات

فليس – لمعروفٍ – عليها أمارةٌ

وليس – لتقوى الله – مِن لمحات

تُعربدُ في الدنيا ، وتركضُ خلفها

وتهوَى الخنا في الجهر ، والعَتمات

وتركبُ أهواءً ، وتحيا لنفسها

وكم قارفت – في الشر – مِن نزوات

وتذهبُ في شرق البلاد ، وغربها

لتحصد – ما في الخلق – من كبوات

وتنفقُ أموالا على ما تريده

ويوماً ستُزجي عاتيَ الحسرات

ودمرتِ البيت الذي كان عامراً

ولم تقلُ ما تغشاه من حُرُمات

وأهملتِ الزوج الذي كم أحبها

وأمسى يُعاني من أسىً وشتات

وعاش وحيداً – في دجى البيت – باكياً

وفي الله أضحى يَذرفُ العَبَرات

على كثرة الأولاد يشكو ابتعادهم

فيغرقُ في إغفاءةٍ وسُبات

فيرثي ويأسى ، والدموعُ لها لظىً

ويشكو الجوى في جهرةٍ وبيات

ويبكي ، ومَن يُصغي لأناتِ جرحه

على غصص – مِن وَجْدها – شرِقات؟

بأمواله يستمتع الكل في الدنا

ويشقى – ببُعد الأهل – في الرحلات

بخيراته الأهلون كم بلغوا المُنى

ويُتركُ فرداً في دجى الظلمات

يُخيّر بين الهزل والجد مُرغماً

ويبقى على الأبواب والطرقات

وأبناؤه لم يرحموا الشيبَ غاله

وأفقده استمتاعه بحياة

وذي أمّهم قد أخرجتْ مسرحية

منمقة موصولة الحلقات

وأولادها كم يحبكون أداءهم

وقالت لهم: إني أعيشُ لذاتي

وأما أبوكم فالجُنون مصيرهُ

إذا ظل يبكي بعد كل صلاة

وأمواله – يوماً – سيلحقها الفنا

إذا ظل يعطي الناس كل زكاة

وحرّضتِ الأولادَ حتى تمرّدوا

وما انتفعوا – في حربهم – بعِظات

تحمّسَ كلٌ – في النزال – مزمجراً

بزيفِ انتماءٍ في عذاب تِراة

كأن أباهم ليس قط بمسلم

إذا لم يكن من عُروةٍ وصِلات

عليهم له حقٌ ، وثان ، وثالث

لماذا صِراعاتٌ ورجْعُ قناة؟

فما وقروا شيباً ، ولا احترموا أباً

وكالوا – له – الأوجاعَ بالضربات

وساءتْ – على الأيام – حالٌ وصحّة

وخارتْ قُوىً تستنهضُ العزمات

فما هل عسى تنحلّ عقدةُ عيشه؟

فجابهَ ما يلقاه بالدعوات

وسارعَ في الخيرات ، يرجو ثوابها

ولم يُمطر الأقوامَ بالغضبات

ويرجو مليكَ الناس تفريجَ كربةٍ

ويرجو صلاحَ الأهل ، والبركات

وقال صديقٌ: بالزواج ستنتهي

همومُك ، قمْ ، واستعرض الفتيات

ومن بينهن اخترْ عروساً حشيمة

كريمة أصل العُودِ والغرسات

مُوحّدة ترعاك تُزجي ودادَها

وتُحيي رحيلَ الليل بالركعات

تحب وتحنو ، ثم تعطي وترتضي

ولا ترعوي للكيد والسطوات

فتاةٌ كمثل البدر حُسناً ورفعة

وطيّبة الأردان والقسمات

تعودُ شباباً عندما تختلي بها

على شِرعة المولى ، فتلك وَصاتي

فيا صاح عَجّلْ ، واستمعْ لنصيحتي

فقد ينتهي عمرُ الفتى بوفاة

ولا تخش من أمّ العيال هجومَها

وإن بارزتْ – دهراً – بويل عُداة

ولا تبتئسْ باللوم يُطلقه الورى

فلا يسلمُ الإنسانُ مِن غمزات

فهذا انطلاقٌ لا توقفَ بعده

وليس – مِن المقدور – أي نجاة

ورزقُك عند الله ، والعمرُ عنده

علام إذنْ تخشى تعدي الجناة؟

و(ريتا) فتاة غضةٌ ، جدّ تُشتهى

وإحسانها ذو فطرةٍ وسِمات

وأخلاقها من دينها قد تمخضتْ

فمسلمة في عِزةٍ وثبات

وخادمة ، هذا نصيبٌ مُقدّرٌ

وكم عند هذي من كثير اللغات

فخذها تنلْ أجراً ، وتحيا مُكرّماً

ودعْ عنك ما تدري من النعرات

ستبتسمُ الدنيا ، وتغدو مُنعّماً

وتُغرِقُ أهل البيت بالثروات

ألا إن صدقت اللهَ بارك زيجةً

وأذهب – عنكَ – السوءَ والنزغات

فأطرقَ ليث الشيب هذا هُنيهةً

وحنّ إلى (ريتا) ، وبات يُواتي

فواعجباً حُبٌّ تمكّن عاجلاً

وما الحَلّ في عشق مُلحٍّ ، وعات؟

وقيسٌ أصيلٌ – إي – وليلى غريبة

و(ريتا) تمُتْ إنْ تطرقِ الفلوات

قبيلة (ريتا) أينَ؟ والمَلأ الألى

لهم تنتمي ، هل هم ذوي حظوات؟

وأين الغطاريفُ الألى هم رجالها

إذا حلّ ضنكٌ مِن وَرا النكبات؟

وأين الرجالُ الشمّ يَخشاهمُ الغُثا

يُقيلون إن عمّ الدجى العثرات؟

وأين الصناديدُ الألى هم جنودُنا

إذا ما دهتنا صولةُ الغزوات؟

وأين البهاليلُ الأعاربُ أهلها؟

ألا إننا نعتدّ بالنزعات

بماذا أجيبُ الأهل لو قيل زوجتي

بُنية مَن في السهل والربوات؟

وأعمامُها مَن هم؟ تكلمْ ، وأفصحنْ

لماذا تُداجي صارخ النبرات؟

وأخوالها مَن في البطون التي سمَتْ

وحازتْ سَنام المجد والذرْوات؟

وجيرانها مَن في الديار التي نأتْ

هنالك خلف البحر والأكَمات؟

فلم يعرفوا رباً ولا هدْيَ مُرسل

وليس لهم في الشعب من عصبات

تكلمْ ، وإلا لم تجدْنا بصمتنا

نجاملُ مَن أودى بمجد بُناة

فردّ – بكل الصدق – دون هوداةٍ

وقال: رويداً ، واسمعوا كلماتي

وإني عليكم عاتبٌ ، رغم حُرقتي

وأشكرُ ما قلتم وخفقَ سُعاة

وأقدُرُ نصحاً مِن كِرام أشاوس

وأُعْظِم مِن قلبي احترامَ أباة

وأُكْبرُ مجهوداً لكم غيرَ منكر

وأدعو لكم بالأجر في الخطوات

ولستُ كما قلتم لـ (ريتا) بعاشق

ولستُ أراني أقتدي بالغواة

وما لي بصَيد الغِيد يا قوم طاقة

ولا أقتدي يوماً بناس زُناة

وزوجي كما أنتم ترون سفيهة

تلبي الذي تهواه من رغبات

فلا زوجُها – كلا – ولا أولادُها

لهم عندها شيءٌ من النظرات

ورأسي غزاه الشيبُ ، والعظمُ قد وهى

وفي حاجةٍ مثلي لبذل أُساة

فلا تنكأوا الجرحَ الذي قضّ مضجعي

وأصغوا بإنصاتٍ لمَا هو آت

ألا إن (ريتا) مِن رُبا الشرق قد أتت

تدِلّ بحُسن يُلهبُ الخلجات

ولستُ أسيراً للجمال ولا الهوى

ولكنني أنأى عن الهفوات

و(ريتا) تُعاني الاغتراب وذُلها

وتظفرُ – بعد اللأي – بالثمرات

وتطلبني للمال ، يُغني وليَها

وأرغبُها زوجاً تُنيرُ حياتي

وماذا أفادتْني تقاليدُ قومنا؟

أأحياً وحيداً يرقبُ الغمَرات؟

وغيري يحوزُ المال بعدي مقنطراً

إذا ما اعتلتْنى عاجلاً سكراتي؟

ألا خففوا اللومَ المَقيتَ ، وأقصِروا

ولا تقطعوا بالظنة العُروات

سأجعلُ مِن (ريتا) الحَصان حليلة

وأخمِدُ ما في النفس من جمرات

وظني بربي أن يباركَ قُربَها

لتجعل عيشي زاخرَ الحسنات

وإن قال أهل الأرض: لا قلتُ: حسبُكم

وحسبي الرزايا من لظى الافتئات

وبعد شهور عاشقانا تزوّجا

وصارت لريتا صولةُ العاشقات

وأشيبُنا بالحب عاد شبابُه

بوجهٍ سطوع مُشرق اللمعات

وصِحَّتُه باءت بأقوى صلابةٍ

وعاين فيها شامخ الوثبات

ألا إن (ريتا) أيقظتْ فيه فورةً

وسدّتْ فراغاً واسعَ الثغرات

وبعد سنين توأمان سلامةٌ

و(سلمى) ، وقصرٌ وافرُ الحُجُرات

وباءت بخلع زوجة قد تمردتْ

وقسّمتِ الأموالَ قسم الهبات

لزوجته الأولى نصيبٌ تحوزه

بدون صراع قط في الحلبات

و(ريتا) لها قسط بدون تزيّدٍ

ووُثقتِ الأختامُ في الصفحات

وأشيبنا خلى الحياة وراءه

وودّع كل الناس إصر ممات

و(ريتا) تعاني طول درب مُكلفٍ

مَرير ، وباتت طعمة لبُزاة

ويرغبُها للحسن والمال خاطبٌ

وتأبى بلا فكر ، ولا وقفات

وعاشت لبنتيها كأطهر أيّم

وكُنّ الثلاثَ الغِيد كالمَلِكات

زها القصر بالبنتين والأمّ فترةً

صلاة وقرآنٌ بذي الغرُفات

سنونٌ توالت بعد أخرى عجولة

كسُبحتها الموصولة الخرزات

وكل فتاةٍ في البلاد طبيبةٌ

تعالجُ مَرضاها بكل أناة

معاً في مكان واحدٍ بأمانة

بلا ملل يستهلك العزمات

وِفاقٌ وحُبٌ وانطلاقٌ ونجدةٌ

وجُهدُ شباب يانع الزهرات

وكل فتاةٍ بالرشاد تسلحتْ

وأنسامُ ذكر الله خيرُ حُماة

تجودان بالمال الحلال تقرّباً

هما دُوحتا جودٍ بجوف فلاة

وجاءتهما أخرى تسائل: مَن أنا

وسلمى أجابت في عزيز ثبات

كذبتُ إذا ما قلت أعرفها أنا

فمَن أنتِ يا ملتاعة النبرات

فقالت: أنا بنتُ الذي ها هنا ثوى

وفي قبره لم يبق غيرُ رُفات

وإنا ابنتا شيخ تباعد ذِكره

ودمعي – على ما ناله – كالفرات

ألا أكرمينا ، نحنُ أهلٌ ومَعشرٌ

ولا تجعلينا نصطلي بالشِمات

كفانا هواناً ، أمّنا غرّرتْ بنا

ونسألُ خلق الله بعضَ فتات

فرقت لها (سلمى) ، وفاضت دموعُها

وقالت: فداكِ المالُ بعد حياتي

تعانقتا ، والناسُ تبكى لما ترى

أنا منكِ ، لا تستمطري رحماتي

وعادوا عشيراً واحداً بعد فُرقةٍ

وعاشوا جميعاً بعد لمّ الشَّتات

وضمّ الجميعَ القصرُ في مَوكب الهُدى

تقاة ، وهل في الأرض مثل التقاة؟

وباتت – لخلق الله – أصدقَ عِبرةٍ

ومَوعظةٍ فيها عطيرُ الوصاة

فسبحان من يهدي فريقاً لنوره

ويهدي فريقاً – للشقا – في الحياة

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

تعليقات