الرسّامة التائبة!

زدني ، أراك – بما تُسديه – مأجورا

بات الفؤادُ – بهذا الطرح – مَحبورا

نبّهتَ غافلة – في الغيّ – سادرة

والوعظ بصّرها – بالحق – تبصيرا

إن الحروف لها – مِن فيكَ – رونقها

تُهدي – لسامعها – الإرشادَ والنورا

هذا ضميري – لمَا تُلقيه – مُستمعٌ

ويحتفي – بك – إجلالاً وتقديرا

هيا اسكب العِلمَ – في أسماع – جاهلةٍ

يَزيدُها الجهلُ والإعراضُ تخسيرا

أدركتُ حقاً ، بأني كنتُ ساذجة

يُغرّرُ الرسمُ بي – والله – تغريرا

فكنتُ أرسمُ ما استحييت مِن صُور

تُزري بمن تبتغي – للرسم – تبريرا

وبعدها أنقشُ الألوان زاهية

كأنها قصة ، تحكي الأساطيرا

وكل رسم له رمز وتجربة

تُحرّرُ العقلَ والأفكارَ تحريرا

والكل يُكْبرُ لوحاتي وأخيلتي

وينثرون – على رسمي – الأزاهيرا

وغرفتي مِن سنا اللوحات ضاحكة

فكل شِبر بها يحوي تصاويرا

حتي أتيتَ بهذا الجزم تقنعني

وكان سعيك للإنصاح مشكورا

وإن رسمَ ذوي الأرواح حُرمته

ترجّحتْ بدليل كان مسطورا

يا صاحبي تبتُ عما كنتُ أرسمُه

لمّا قرأتُ بعينيّ المَحاذيرا

ولن أعود لمَا كنتُ ابتليتُ به

مِن الرسوم تزيدُ القلبَ تتبيرا

والدمعُ يُسفرُ في الأحداق عن ندمي

والخوفُ يرسلُ للقلب التباشيرا

أرجو القبولَ ، فهل أحيا لأدركه

كيلا أعيَّرَ – بالعصيان – تعييرا؟

وأسألُ اللهَ مَحوَ الذنب أجمعِه

وأن يُيسرَ – لي – المَتابَ تيسيرا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات