الحجّ مؤتمرٌ عامٌّ من دون بيانٍ ختاميّ
كما في كلّ عام
تستقبل الصحراءُ بياضَ العالم
و في هذه البقعة المسكونة بالرحمات
يأتي النّاسُ من كلّ فجٍّ عميق
رجالاً و على كلّ ضامر
هنا كلّ الاتّفاقيّات مؤجّلة
سايكس_بيكو ، لوزان ، وارسو ، أوسلو ، وادي عربة ، الطائف
هنا لن تجدَ جدارَ برلين ، و لا شرقيّين و غربيّين
كلُّ الأنفاس التي تحتشدُ هنا و كلُّ التكبيرات و التلبيات
هي أصداءُ لِلنّداء القديم ( فاجعلْ أفئدةً من الناسِ تهوي إليهم )
هنا يتوحّدون بالتلبية و المناسك و العبرات
و لا مكان للأعراق و المذاهب و الانتماءات
هنا لا سلفيٌّ و لا صوفيٌّ و لا أشعريٌّ و لا ماتُريديّ
هنا لا عربيٌّ و لا كرديٌّ و لا قوقازيٌّ و لا سلافيٌّ و لا هنديّ و لا إفرنجيّ و لا أصفر و لا أحمر
و لا ظاهريٌّ و لا مؤوّلةٌ و لا معتزل
هنا الكلُّ متّصل
كلّهم سيطوفون بالبيتِ العتيق ، و يصلّون بين الرّكن و المقام
و يقبّلون الحجر إن استطاعوا الوصول
هنا تاريخُهم الحبُّ و جغرافيّتهم لا تخرج خارج الصّفا و المروةَ إلّا بإذن
هنا سيتّحدون على عدوّهم الواحد و سيرجمونه
هنا سيدخلون إلى عرفات بثيابهم البيضاء و يخرجون إلى العالم آخرَ النهار بقلوبهم البيضاء .
هنا لا أحد يقول لأحدٍ : لماذا تبكي ؟
هنا كلُّ واحدٍ سيحاولُ أن يبكي
و لن يقول أحدٌ لأحدٍ لماذا تركض ؟
جميعهم سيركضون
هنا كلُّ واحدٍ يحسبُ أنّ الله يختصّه بالنظرات دون غيره
( و كلٌّ يدّعي وصلاً بليلى ) .
هنا كلٌّ سيدعو على عدوّه و يسأل الله أن ينصرَه .
كلُّ ما يحزنني
أنّهم سيرجعون
و سينفضُّ هذا المؤتمرُ العظيم
من دون بيانٍ ختاميّ .
Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء
تعليقات