اتسع الخرقُ على الراقع! (بسبب ضغط الواقع يحتار الشاعر كيف يعالج الواقع بشعره؟)

اتسع الخرقُ على الراقعْ

لا تلم الشاعر والسامعْ

عمّتنا الفوضى واتسعتْ

وسرابُ إزالتها خادع

وأضعنا فرصاً قد سنحتْ

أنعوّضُ في الوقت الضائع؟

واستفحل شر بليتنا

واستغرق خيبتنا الواقع

والفتن بلا عد عُرضتْ

والكل يؤيد ويبايع

فالشرعُ لقد غيّب قسراً

ويعاقب من عنه يدافع

وحدود الله مُعطلة

وغدا القانونُ هو الشائع

والكافرُ قد جُعل دليلاً

فهو المتحكّمُ والشارع

وانساق الناس لغفلتهم

والرافضُ يقمعه التابع

وازدرد الذل جماهيراً

لا زاجرَ يحجبُ أو رادع

وانصاع الخلقُ ، وما اعترضوا

لأوامر طاغوتٍ خادع

بقلوب عدمتْ نخوتها

ما فيها من دين وازع

بثياب تفضحُ لابسها

والخرقُ اتسعَ على الراقع

والشاعرُ زادتْ حيْرته

وغدا لجدارته الباخع

ماذا يكتبُ؟ ماذا يحكي

في حال مبتئس دامع؟

والشعرُ يُعاني حسرته

ويُسائل قومي ما الدافع؟

والمحنة بلغت ذروتها

وهوى الدنيا أمسى الطابَع

والشاعرُ أزته البلوى

والصيتُ بنكبته ذائع

يكتب عن ماذا أو ماذا؟

ويُقلب كفاً ، ويُراجع

أنى ينظر يلقى علزاً

وخبا نجمٌ كان الساطع

في كل مكان معضلة

تحتاجُ إلى حل قاطع

ينقذ هلكى من أزمتهم

وبه الجمعُ الثائرُ قانع

تعس الشاعرُ إن لم يثأر

لحقوق سربلها الطامع

فليكتب مهما كلفه

صدقُ الشعر الفذ الماتع

وليستعفف في لهجته

وليجتنب الشعر الخانع

وليستعرضْ مستقبله

بقريض مبتشر رائع

يشهد أنك لم تستسلم

وفؤادك لم يك بالمائع

بل عشت تُناصرُ من ظلِموا

بيراع عنهم كم دافع

واحتسب الجهدَ ، ولا تعجز

شعرُك فيه خيالٌ واسع

لا تزهدْ في شعرك يوماً

فيه السر الكامن باتع

واللهُ موفقُ من صدقوا

راجعْ نفسك هذي ، راجع

ما استويا الشاعر كمحام

يدفع عن حق ، ويُرافع

والشاعرُ يمدح من فسقوا

إن الفرق جليٌ شاسع

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات