Skip to main content
search

فَمَن يَكُ سائِلاً عَنّي فَإِنّي

مِنَ الفِتيانِ فِي عامِ الخُنانِ

مَضَت مِئةٌ لِعامِ وُلِدتُ فِيهِ

وَعَشرٌ بَعدَ ذاكَ وَحِجَّتانِ

فَقَد أَيقَنت صُروفُ الدَهرِ مِنّي

كَما أَبقَت مِنَ السيفِ اليَماني

تَفَلَّلَ وَهوَ مَأثُورٌ جُرازٌ

إِذا جُمِعَت بِقائِمِهِ اليَدانِ

أَلا زَعَمَت بَنُو كَعبٍ بأَنّي

أَلا كَذَبُوا كَبِيرُ السِنِّ فاني

جَلَبنا الخَيلَ مِن تَثلِيثَ حَتّى

أَتَينَ عَلى أَوارَةَ فَالعَدانِ

أَتَينَ عَلى المُنَقَّى مُمسَّكاتٍ

خِفافَ الوَطءِ مِن جَذبِ الزَمانِ

يُعارِضُهُنَّ أَخضَرُ ذُو ظِلالٍ

عَلى حَافاتِهِ فِلَقُ الدِنانِ

وَظَلَّ لِنِسوَةِ النُعمانِ منّا

عَلى سَفَوانَ يَومٌ أَرَوناني

فَأَردَفنا حَلِيلَتَهُ وَجِئنا

بِما قَد كانَ جَمَّعَ مِن هِجانِ

فَظَلتُ كَأَنَّنِي نادَمتُ كِسرى

لَهُ قاقُزَّةٌ وليَ اثنَتانِ

وَشَارَكنا قُرَيشاً في تُقاها

وَفي أَحسابِها شِركَ العِنانِ

بِما وَلدَت نِساءُ بَني هِلالٍ

وَما ولَدَت نِساءُ بَني أَبانِ

أَلا أَبلِغ بَني خَلَفٍ رَسُولاً

أحَقّاً أَنَّ أَخطَلَكُم هَجاني

فَلَولا أَنَّ تَغلِبَ رَهطُ أُمّي

وَكعبٍ وَهوَ مِنّي ذُو مَكانِ

تَرَاجَمنا بِصَدرِ القَولِ حَتّى

نَصِيرَ كَأَنَّنا فَرَسا رِهانِ

أَتاني ما يَقُولُ بَنُو جُعَيلٍ

بِوادٍ مِن عَنِيَّةَ أَو عِيانِ

أَتاني نَصرُهُم وَهُمُ بَعِيدٌ

بِلاَدُهُمُ بِلادُ الخيزُرانِ

لَقَد جَارى أَبُو لَيلى بِقَحمٍ

وَمُنتكِثٍ عَلى التَّقرِيبِ وَانِ

إِذا أَلقى الخَبارَ كَبا لِفيهِ

يَخِرُّ عَلى الجَحافِلِ وَالجِرانِ

فَمَن يَحرِص على كِبَري فإنّي

مِنَ الفِتيانِ أَزمانَ الخُنانِ

النابغة الجعدي

أبو ليلى النابغة الجعدي الكعبي (55 ق هـ/568م - 65 هـ/684م): شاعر، صحابي، ومن المعمرين. ولد في الفلج (الأفلاج) جنوبي نجد. اشتهر في الجاهلية، وقيل إنه زار اللخميين بالحيرة. وسمي " النابغة " لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقوم الشعر ثم نبغ فقاله. وكان ممن هجر الأوثان، ونهى عن الخمر، قبل ظهور الإسلام. جاء عنه في سير أعلام النبلاء: «النابغة الجعدي أبو ليلى، شاعر زمانه، له صحبة، ووفادة، ورواية. وهو من بني عامر بن صعصعة. يقال: عاش مائة وعشرين سنة. وكان يتنقل في البلاد، ويمتدح الأمراء. وامتد عمره، قيل: عاش إلى حدود سنة سبعين».

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024