Skip to main content
search

صَحا قَلبُهُ وَأَقصَرَ اليَومَ باطِلُهُ

وَأَنكَرَهُ مِمّا اِستَفَادَ حَلائِلُه

يُرَبنَ وَيَعرِفنَ القَوامَ وَشيمَتي

وَأَنكَرنَ زَيغَ الرَأسِ وَالشَيبُ شامِلُه

وَكُنتُ كَما يَعلَمنَ وَالدَهرُ صَالِحٌ

كَصَدرِ اليَماني أَخلَصَتهُ صَياقِلُه

وَأَصبَحتُ قَد عَنَّفتُ بِالجَهلِ أَهلَهُ

وَعُرِّيَ أَفراسُ الصِبا وَرَواحِلُه

قَليلٌ عِناني مَن أَتى مُتَعَمِّداً

سَواءً بِنا أَو خالَفَتني شَمائِلُه

خَلا أَنَّني قَد لا أَقولُ لِمُدبِرٍ

إِذا اِختارَ صَرمَ الحَبلِ هَل أَنتَ واصِلُه

تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ

تَحَمَّلنَ أَمثالَ النِعاجِ عَقائِلُه

ظَعائِنُ أَبرَقنَ الخَريفَ وَشِمنَهُ

وَخِفنَ الهُمامَ أَن تُقادَ قَنابِلُه

عَلى إِثرِ حَيٍّ لا يَرى النَجمَ طالِعاً

مِنَ اللَيلِ إِلّا وَهوَ بادٍ مَنازِلُه

شَرِبنَ بِعُكّاشِ الهَبابيدِ شَربَةً

وَكانَ لَها الأَحفى خَليطاً تُزايِلُه

فَلَمّا بَدَا دَمخٌ وَأَعرَضَ دونَهُ

عَوازِبُ مِن رَملٍ تَلوحُ شَواكِلُه

وَقُلنَ أَلا البَردِيُّ أَوَّلُ مَشرَبٍ

نَعَم جَيرِ إِن كانَت رِواءً أَسافِلُه

تَحاثَثنَ وَاِستَعجَلنَ كُلَّ مُواشِكٍ

بِلُؤمَتِهِ لَم يَعدُ أَن شَقَّ بازِلُه

فَباكَرنَ جَوناً لِلعَلاجيمِ فَوقَهُ

مَجالِسُ غَرقَى لا يُحَلَّأُ ناهِلُه

إِذا ما أَتَتهُ الريحُ مِن شَطرِ جانِبٍ

إِلى جانِبٍ حازَ التُرابَ مَجاوِلُه

قَذَفنَ بِفي مَن ساءَهُنَ بِصَخرَةٍ

وَذُمَّ نَجيلُ الرُمَّتَينِ وَناصِلُه

الطفيل الغنوي

طفيل بن عوف بن كعب، ويكنى أبا قران، من بني غني، من قيس عيلان، (609 م) شاعر جاهلي فحل، من الشجعان وهو أوصف العرب للخيل وربما سمي (طفيل الخيل) لكثرة وصفه لها، ويسمى أيضًا "المحبّر" لتحسينه شعره. عاصر النابغة الجعدي وزهير بن أبي سلمى، ومات بعد مقتل هرم بن سنان.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024