Skip to main content
search

أرى أنّه من جرب ساخراً أن يشير إلى آلامَ و بؤسَ النفوس المضطهدة ، فكأنه لوّحَ بالسيف على رقابهم. 

الألم هو أكثر ما تقدّسه تلك الفئة من الناس، فهم متيمين بآلامهم ، و لا يستطيعون التخلي عنها؛ فالألم بنظرهم هو ما يمثلهم و يعرّفُ عنهم و وعن ماهية ذاتهم.

وجلّ ما تجدهم يتحدثون عنه هي آلامهم و معاناتهم؛ فهي شغلهم الشاغل في الحياة كأنّهم في سباق عليها، و بدونها يشعرون بأن لا قيمة لهم، فالألم بنظرهم قيمة تضاف إليهم يتسولون بها ! 

و لدى تلك الفئة من المضطهدين، متبجحين يتفاخرون بمدى ألمهم بطريقة غير مباشرة و مبطنة سواء كان ذلك عن إدراك تام منهم أو دون وعي.

و كلما إزداد ألمهم و حزنهم شعروا بأنهم ارتفعوا منزلة و نبلاً بين الناس، بل كأنهم صفوة مختارة مضطهدة من الجميع، لظنّهم أن الحياة تدور حولهم فقط؛ فلا يعيرون اهتماما لمآثر الآخرين إلا بالقسوة و الإستهزاء عليهم، و يبقى في نظرهم أن لا أحد يضاهيهم حزناً و بؤساً ، و أنّهم الأكثر مدعاة للشفقة.

هذا ما ينكرونه دائما لجهلهم و أحيانا إستنكاراً من عارٍ قد يحيط بهم، أو خوفا من إعتراف أنفسهم بهذه الحقيقة المخيبة التي وصلوا إليها . . .

– مصطفى شحادة 

مشاركات الأعضاء

الأيام دول!

أحمد علي سليمان عبد الرحيمأحمد علي سليمان عبد الرحيم
مشاركات الأعضاء

تحية رقيقة إليك يا غدير!

أحمد علي سليمان عبد الرحيمأحمد علي سليمان عبد الرحيم

اترك ردا

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024