Skip to main content
search

رِياحُ مُصِيبَتِي لَفَحَتْ فُؤَادِي

وَنَارُ تَحَسُّرِي شَجَبَتْ عِنَادِي

وَبَاتَتْ فِي سَرَابٍ أُمْنِياتِي

وَهَبَّتْ فِي الدُّنَا رِيحُ الفَسَادِ

عَلَى هَذِي الحَنِيفَةِ ، مَا دَهَاهَا

تَعَرْقَلَ سَيرُهَا نَحْوَ الرَّشَادِ

وَأَنْظُرُ فِي الحَوَاضِرِ وَالبَيادِي

فَلا أَلْقَى سِوَى بَعْضِ الجَرَادِ

تَدَنَّسَ كُلُّ شَيءٍ ، وَاعْتِقَادٍ

وَبَاتَ القَوْمُ فِي جَوْفِ الرَّمَادِ

وَمَنْ يعْطِي كَمَنْ هُوَ لَيسَ يعْطِي

كَأَنَّ النَّاسَ أَشْبَاهُ الجَمَادِ

لَقَدْ فُتِنُوا ، وَتَاهُوا واسْتَكَانُوا

وَبِيعَ الشَّهْمُ مِنْهُم فِي المَزَادِ

وَكَبَّرْنَا عَلَى مَنْ مَاتَ مِنْهُم

وَأَعْلَنَتِ النِّسَا بَدْءَ الحِدَادِ

وَلَيسَ لِخَالِدٍ فِي القَوْمِ ذِكْرٌ

كَذَا لَمْ يذْكُرُوا ضَبْحَ الجِيادِ

وَقَوْمٌ فِي حَضِيضِ التِّيهِ دَهْرًا

وَلَمَّا يُدْرِكُوا طَعْمَ الجِهَادِ

فَلا نَسْتَبْعِدُ الإِفْلاسَ عَنْهُم

وَيبْقَى سُؤْلُهُم يوْمَ المَعَادِ

أَنَا فِي مِحْنَتِي وَحْدِي أُعَانِي

وَغَيرِي عَاثَ سُوْءًا فِي البِلادِ

وَجِيلٌ فِي بَقَايا التِّيهِ يحْبُو

كَأَنَّ التِّيهَ مَرْفُوْعُ العِمَادِ

وَمَا فِي التِّيهِ مِنْ نُوْرٍ لِقَوْمٍ

وَإِنَّ التِّيهَ أَوْدَى بِالعِبَادِ

عَجِيبٌ أَنْ تَرَى الأَوْهَامَ تَسْعَى

عَلَى قَدَمَينِ فِي قَوْمٍ شِدَادِ

وَأَعْجَبُ مِنْهُ أَنْ يتَقَلَّدُوْهَا

وِسَامًا فِيهِ أَشْرِعَةُ العَتَادِ

أَلا يا قَلْبُ دُوْنَكَ ضَوْءُ عَينِي

فَمَا فِي الجِيلِ هَذَا مَنْ تُنَادِي

وَلَوْ – عِيرًا – تُنَادِي لاسْتَجَابَتْ

فَصُنْ قَلَمًا تَسَرْبَلَ فِي المِدَادِ

وَخَفِّفْ ، دَمْعَةُ العَينِ اسْتَجَارَت

وَإِنَّ صَرَاحَتِي جَرَحَتْ فُؤَادِي

وَضَمِّدْ بِالتَّصَبُّرِ مُعْضِلاتِي

وَكُنْ مِنْ كُلِّ حَالٍ فِي حِيادِ

فَفِي قَدَرِ الإِلَهِ مُفَاجَآتٌ

وَإِنَّ الخَيرَ مِنْ بَعْضِ المُرَادِ

وَمَهْمَا عَانَدَ الأَقْوَامُ جَهْلاً

أَرَاكَ بِمَا تُنَادِي فِي سَدَادِ

وَإِنَّ الصَّبْرَ نُوْرٌ فِي الدَّياجِي

وَمَا لِعَطَائِهِ لَكَ مِنْ نَفَادِ

وَأَرْضُ الله وَاسِعَةٌ فَهَاجِرْ

عَسَى تَنْجُو ، وَتَصْفَحُ لا تُعَادِي

وَرَبُّكَ نَاصِرٌ مَنْ يتَّقِيهِ

وَخَيرُ الصَّبْرِ دَوْمًا فِي ازْدِيادِ

اترك ردا

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024