مسألة كرامة – تعريب لقصيدة الأستاذ الشاعر حامد زيد (تبيني صدق!)

لقد استبحتِ كرامتي وكياني

وأزلتِ بالبطر المَقيتِ صِياني

وطعنتِ سُمعة من أحبّك مُخلصاً

وهتكتِ عِرض العاشق الولهان

ثم استهنتِ بحُبهِ وبقلبه

ورميتهِ بالزور والبُهتان

وسَخرتِ منه ، وكنتِ في صف العِدا

وأدرتِ طوعاً دَفة العدوان

ونسجتِ مِن كذب الوُشاة عباءة

مَوْشية بالحقد والشنآن

وانصعتِ – للمستهزئين – تكلفاً

وغرقتِ في منظومة الهذيان

وعليكِ هُنتُ وما لديكِ مُبررٌ

وهزلتِ في سِر وفي إعلان

وأعانكِ الحُسّادُ حتى بعتني

بيعَ الرقيق بأبخس الأثمان

والعِير حولكِ يضحكون سفاهة

في موقفٍ يدعو للاستهجان

وظللتِ وحدكِ تحت مِطرقة الهوى

وأنا كذلك في الوغى وحداني

خصمان في الهيجاء نرتقبُ الردى

فإلى متى يتقاتل الخصمان

وأراكِ صدّقتِ الوقيعة بيننا

لمّا غزتكِ وساوسُ الشيطان

وذكرتُ من ماضيك ما قد راعني

من ذكرياتٍ كُللتْ بهوان

وأنا الذي طرزتُ عيشك بالهنا

وغمرتُه بأطايب الألحان

وأنا الذي أعليتُ شأنكِ في الورى

أوَلمْ يكن يُخزيكِ أرذلُ شان؟

وأنا الذي أثقلتُ وزنكِ باذلاً

ما حُزتِ من عِز ومن سُلطان

وأنا الذي ثمّنتُ وزنك بالدِما

ومَحبتي لكِ أنصعُ البرهان

وأنا الذي أهديتكِ النورَ الذي

يدعوكِ للخيرات والإحسان

وأنا الذي بيدِي أعرتكِ مُهجتي

كي تمكثي في غِبطةٍ وأمان

وأنا الذي أحببتُ حباً طاهراً

يَطغى على شخصيتي وكِياني

وأنا الذي أكرمتُ قومكِ مُكرهاً

ومَنحتُهم بتقرب وتفان

وأقول: ماذا كنتِ قبل لقائنا

سأقول قولاً ليس في الحُسبان

أوَلم تكوني – في الخلائق – طفلة

تلقى – من الأهلين – كل طعان؟

أوَلم تكوني كالإماء رخيصة

أو – في المذلة والشقا – كعواني؟

أوَلم تكوني مثل كَمٍ مُهملٍ

مُتبذل – بين الأنام – مُهان؟

أوَلم يُذقك الأهل كأس تهكمٍ

مُلئتْ بأقبح كُنيةٍ ومَعان؟

أوَما خدمتِ الكل دون تلكؤ

وأجبتِ ما طلبوه دون توان؟

أوَما أطعتِ أوامراً لم تحترمْ

دينَ الهُدى أو حُرمة الإنسان؟

أوَما افتقدتِ – من الجميع – حنانهم

ما العيشُ دون محبة وحنان؟

أوَما ابتذلتِ بدون حق بينهم

والأمرُ مشتهرٌ لدى الجيران؟

إن قلتُ: أنكِ كنتِ أرخصَ سلعةٍ

في سوق من وضعوك في الميزان

أو قلتُ: أنك كنتِ أشقى مرأةٍ

عاينتها في زمرة النسوان

أو قلتُ: إنك عشتِ أبأسَ فترةٍ

في عُمر من أتتِ الحياة تعاني

أو قلتُ: لم تكُ هذه إنسانة

تحيا كمثل فلانةٍ وفلان

أو قلتُ: عن كل الحقوق تنازلتْ

وتنازلتْ حتى عن الرُجْحان

أو قلت: قد سحق المَرار حياتها

وتمرغتْ في حَماة الأشجان

أو قلتُ: ما ارتضت الإباءَ طريقة

فأذاقها التعييرَ كلُ جبان

أو قلتُ: هذي غامرتْ بحياتها

واستسلمتْ للظلم والطغيان

أنا ما كذبتُ ، وفي الحياة شواهدي

والحق ما أعلنتهُ بلساني

وسَطرْته شعراً لأصقلَ فكرتي

وأعيرها لوناً من التبيان

وعَمدتُ للوزن الذي أحببته

ما الشعرُ دون ترنم الأوزان؟

وأتيتُ بالألفاظ عاطرة الشذى

أندى من النعناع والريحان

حتى أبيّن عنك كل حقيقةٍ

بالشعر إذ هو حُجّتي وبَياني

هذا الذي أنا قلته ، وتفطني

هو بعض وصفكِ ، إنني حقاني

أنا لم أبالغ فيه ، بل أنا صادقٌ

لم يختلفْ في سردِ ذاك اثنان

هذا قليلٌ من كثيرٍ صدّقي

وسلي صريح الأهل والخِلان

واستشهدي ، إن الشهودَ تجهزوا

والشاهداتُ إذا أردتِ دواني

أنا كل جُرمي أنْ عشقتكِ زوجة

عشقاً يُوافقُ سورة الرحمن

أنا لستُ أرضى بالتحلل مَنهجاً

حاشايَ أن أنقادَ للعصيان

أحببتُ أفترضُ الخيورَ جميعَها

في غادةٍ عربيةٍ وحَصان

وفق الكتاب ، ووفق سُنة (أحمدٍ)

وعلى هُدىً من قدوتي (العدنان)

أنا ما عشقتكِ غادة ألهو بها

مُتغزلاً في حُسنها الفتان

أنا ما عشقتكِ شهوة مسعورة

يُزْكِي لظاها منظرُ الفستان

أنا ما عشقتكِ للتسلي لحظة

أو للتجوّل في الدنا لثوان

أنا ما عشقتكِ كي أكلم صورة

مغلوطة القسمات والألوان

ما دمتِ غلبتِ الكرامة موئلاً

فلمَ التمادي في دُجى الرّوغان؟

ولمَ اعتباري عاشقاً متكلفاً

في الحب والإحساس والوجدان؟

فلتقدُري قدْري ، وإلا فارحلي

ولتُتركي في عالم النسيان

إن الكرامة فوق مَتن وِدادنا

وجميع ما دون الكرامة فان

وكرامتي دوماً أقدّمها على

ما أشتهي من عيشةٍ وأمان

نارُ الجفا عندي أقلُ ضراوة

من نار ذلٍ في المحبة شاني

والهجرُ أفضلُ مِن وصال شائن

يُفضي إلى التعذيب والحرمان

فيم التعلق بالتي بي أشمتتْ

كل العِدا حتى صرختُ: كفاني؟

آثرتُ هجركِ ، إنّ هجركِ مُنقذي

من عالم الأحقاد والأضغان

إنْ بعتني يوماً فما أنا مُشترٍ

تا الله إن الخير في الهجران

وتكّبري ما شئتِ أن تتكبري

واستفرغي ما فيّ مِن سلون

تجديهِ يُهلكُ كل من وُصفت به

إذ يذبحُ الحمقاءَ كالقربان

إما تركتِ الكِبر ، أو عنى اذهبي

لا ترجعي – بعد الجفا – لمكاني

وتعمّدي نسيان حب بيننا

أمسى يُراوحُ في الحميم الآن

إني كرهتكِ والدروبُ شواهدي

يا ذي الحبيبة مَزقي عُنواني

أنا لن أطأطئ للحبيبة هامة

سَجدتْ لربي الواحد الديان

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات