Skip to main content
search

 فَلَيتَها لا تَزالُ آوِيَةً

وَلَيتَهُ لا يَزالُ مَأواها

 كُلُّ جَريحٍ تُرجى سَلامَتُهُ

إِلّا فُؤاداً دَهَتهُ عَيناها

تَبُلُّ خَدَّيَّ كُلَّما اِبتَسَمَت

مِن مَطَرٍ بَرقُهُ ثَناياها

— أبو الطيب المتنبي

شرح أبيات الشعر:

1 -يقول: ليت هذه المحبوبة لم تزل حالّة في ناظري، وليت ناظري لم يزل محلا لها، وهذا التمني يرجع إلى معنى القرب؛ لأنها لا تحل في ناظره إلا عند القرب، فكأنه يقول: ليتها لم تفارقني ولم تزل قريبة مني، تنظر فمها في سواد عيني.

2 – يقول: كل مجروح تُرجى سلامته واندماله من جرحه، إلا قلباً جرحته عينا هذه المرأة، فإن برأه لا يرجى أبداً. فدهته من أصابته بعينها فتيمتْهُ لم تُرْجَ سَلاَمَتُهُ.

3 – يقول: كلما ضحكت من شكواي إليها بكيت استعظاماً لها، فكأن ضحكها سبب جريان دمعي على خديّ، ولما جعل دمعه مطراً، جعل لمع ثناياها برق ذلك المطر.
وقيل: أراد إذا ابتسمت فظهرت ثناياها، بكيت شوقاً إلى تقبيلها، فبلّت دموعي خديّ من مطر صفته ما ذكرنا.

أبيات الشعر مقتبسة من قصيدة: أوه بديل من قولتي واها
أبو الطيب المتنبي

أبو الطيّب المتنبي (303هـ - 354هـ) (915م - 965م) هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي الكوفي المولد، نسب إلى قبيلة كندة نتيجة لولادته بحي تلك القبيلة في الكوفة لا لأنه منهم. عاش أفضل أيام حياته وأكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان من أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً من اللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تُتح مثلها لغيره من شعراء العرب. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، واشتُهِرَ بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية مبكراً.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024