شعر المتنبي – إلا فؤادا دهته عيناها

فَلَيتَها لا تَزالُ آوِيَةً
وَلَيتَهُ لا يَزالُ مَأواها
كُلُّ جَريحٍ تُرجى سَلامَتُهُ
إِلّا فُؤاداً دَهَتهُ عَيناها
تَبُلُّ خَدَّيَّ كُلَّما اِبتَسَمَت
مِن مَطَرٍ بَرقُهُ ثَناياها
— أبو الطيب المتنبي
شرح أبيات الشعر:
1 -يقول: ليت هذه المحبوبة لم تزل حالّة في ناظري، وليت ناظري لم يزل محلا لها، وهذا التمني يرجع إلى معنى القرب؛ لأنها لا تحل في ناظره إلا عند القرب، فكأنه يقول: ليتها لم تفارقني ولم تزل قريبة مني، تنظر فمها في سواد عيني.
2 – يقول: كل مجروح تُرجى سلامته واندماله من جرحه، إلا قلباً جرحته عينا هذه المرأة، فإن برأه لا يرجى أبداً. فدهته من أصابته بعينها فتيمتْهُ لم تُرْجَ سَلاَمَتُهُ.
3 – يقول: كلما ضحكت من شكواي إليها بكيت استعظاماً لها، فكأن ضحكها سبب جريان دمعي على خديّ، ولما جعل دمعه مطراً، جعل لمع ثناياها برق ذلك المطر.
وقيل: أراد إذا ابتسمت فظهرت ثناياها، بكيت شوقاً إلى تقبيلها، فبلّت دموعي خديّ من مطر صفته ما ذكرنا.
تعليقات