Skip to main content
search

أقول وقد قال العذول فأكثرا

وملّ من الإكثار فيها فأقصرا

دريرةُ منّي بالمكان الذي به

حياتي فدعْ عنك الملام المكررا

جرى حبها منّي مجاريَ ريقها

وألحاظِها ثم اكتفى فتحيّرا

فيا لك من جارٍ مع الروح ساكنٍ

مساكنَها في مأمنٍ أن ينفّرا

وكيف سلُوُّ القلب عنها وقد غدا

لها كل قلبٍ سخّرتْه مسخّرا

وقد أُوتيتْ عينين هاروتُ فيهما

وماروت ما أدهَى لقلبٍ وأسحرا

دريرة ما للدر عنديَ مَفْخر

سواك ولولا أنت ما عُدّ مفخرا

دعاك المسمِّي باسمه فرفعته

وفخّمت من مقداره فتكبرا

فأنت له حلْيٌ وإن كان حليةً

لكل غضيض الطرف أكحلَ أحورا

وما الحليُ إلا حيلة لنقيصةٍ

تتمّم من حسنٍ إذا الحسنُ قَصَّرا

وليس لحليٍ في الجميلة منظراً

جمالٌ ولكنْ في القبيحة منظرا

تضيء نجوم الليل في الليل وحده

وليس لها ضوء إذا الصبح نَوَّرا

فأمّا إذا ما الحسنُ كان مكمّلاً

كحسنكِ لم يحتج إلى أن يُزوّرا

ابن الرومي

هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي، تميز ابن الرومي بصدق إحساسه، فأبتعد عن المراءاة والتلفيق، وعمل على مزج الفخر بالمدح، وفي مدحه أكثر من الشكوى والأنين وعمل على مشاركة السامع له في مصائبه، وتذكيره بالألم والموت، كما كان حاد المزاج، ومن أكثر شعراء عصره قدرة على الوصف وابلغهم هجاء،

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024