Skip to main content
search

أعرف ورَّاقاً بآيينِهِ

من قَرْنه نُصب سكاكينِهِ

يُكنى أبا حفصٍ له زوجةٌ

جارُ استها أيسرُ ما عونه

لا يمنع المسكينَ من نيكها

يا ليتني بعضُ مساكينه

جودٌ دِيانيٌّ له فضلةٌ

يأمن خُسران موازينه

انظرْ إذا شئت إلى قرنه

وانظر إلى قائم سكينه

تجدْهما من جوهر واحدٍ

كجودِهِ المشتق من دينه

وقائل لستَ بذي فهَّةٍ

ولا ضعيفِ الرأي مأفونه

فلِمْ أَذلتَ الشعر في مثله

فقلتُ والعذرُ بتبيينه

قد جُنَّ جُلُّ الناسِ في دهرنا

فعُدَّني بعضَ مجانينه

إن أكُ قد أكسبْتُه سمعةً

وزانه شعري بتزيينه

فطالما ملَّكني رأسه

تسبحُ كفي في ميادينه

شيخ لنا في مستوى رأسِهِ

بستان صدق من بساتينه

إذا البساتين انقضى حمْلُها

أطعمَ في كلِّ أحايينِهِ

فخرا أبا حفص بما نلته

من زين شعري تحاسينه

قد يعظُم الشيء بتعظيمه

وربما هان بتهوينه

أصبح شعري بعد ضنّي به

يَرْفلُ في ألوانِ موضونه

عمن يُصانُ الشعر من بعدما

صار لك اسمٌ في دواوينه

ابن الرومي

هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي، تميز ابن الرومي بصدق إحساسه، فأبتعد عن المراءاة والتلفيق، وعمل على مزج الفخر بالمدح، وفي مدحه أكثر من الشكوى والأنين وعمل على مشاركة السامع له في مصائبه، وتذكيره بالألم والموت، كما كان حاد المزاج، ومن أكثر شعراء عصره قدرة على الوصف وابلغهم هجاء،

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024