Skip to main content
search

يا ابنَ بوران لاتَ حينَ مناصِ

فاصبِر الآن أو فخذ في القماصِ

سُمتني السلم والهجاءُ خليعٌ

جامحُ الغرب والقوافي عواصِي

ضلَّ ما أطمعتْكَ نفسك فيه

من أماني شيطانها النكَّاص

فاجعل الموتَ مُستراحَك مني

فرجُ الموت دون رَوح الخلاص

أي نفسٍ تطيبُ عن ترك غُنمٍ

حاصلٍ وقتَ نُهزةٍ وافتراص

أُشهِدُ اللَّه إن تركتُكَ أني

لم أجرب حلاوة الإقتناص

شهوة منك إن وطئتَ حريمي

خِلتني شيخَك الدميثَ العراص

يا ابن بوران يا نتيج الزواني

دعوة مثل دعوةِ الإخلاص

خِلتني نُهزةً لباغي قنيصٍ

وأنا الليثُ قانصُ القُنّاص

ساء تقديرُ مستثيرِ الأفاعي

ومُريغ الأسود في الأعياص

ثم لا يحتمي بركنٍ من العزْ

زِ ولا مَحرمٍ مخوفِ القصاص

تتأنَّى المحيض حتى إذا ما

أسعدتْها به العُروقُ العواصي

باتت الليل في المحاريب تزْني

ليكون ابنها ابنَ شرِّ مَعاصي

ابن الرومي

هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي، تميز ابن الرومي بصدق إحساسه، فأبتعد عن المراءاة والتلفيق، وعمل على مزج الفخر بالمدح، وفي مدحه أكثر من الشكوى والأنين وعمل على مشاركة السامع له في مصائبه، وتذكيره بالألم والموت، كما كان حاد المزاج، ومن أكثر شعراء عصره قدرة على الوصف وابلغهم هجاء،

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024