Skip to main content
search

يا مَن عكفْنا عليهِ لائذينَ بهِ

فما عكفنا على بُدٍّ ولا وَثنِ

ومَن سألناهُ قِدماً كلَّ منفسةٍ

فما سألنا بقايا الآي والدِّمنِ

إن لا تكنْ واسعَ الأملاكِ فاشِيَها

فما عَهِدناكَ إلا واسع العطنِ

ولا شَقِينا بوعدٍ منك يتبعُهُ

مَطلٌ ولا كنتَ إلا صافي المِننِ

أعاذَكَ الله من حالٍ تُماطِلُني

لضيقها بكساءٍ تافِهِ الثَّمنِ

ومن بصيرةِ رأْي غيرِ مُبْصِرةٍ

إنَّ اطراحَكَ حَمْدي أغبنُ الغَبنِ

انظر إلى الدنيا وزينتِها

ترَى الكارمَ فيها زِينةَ الزِّيَنِ

فالبَسْ وألبِسْ فإنَّ الثوبَ تلبِسُهُ

زَيْنٌ على النفسِ لا ثِقلٌ على البدنِ

وفي ادِّراعِكَ ثوباً منظرٌ حسنٌ

ولم يُحَسِّنْكَ مثلُ المَسْمَع الحَسَنِ

إن تكسُني يكسُك المعروفُ من كثَبٍ

ثوباً جميلاً تراه أعينُ الفَطِنِ

فاكسُ ابنَ شكرِك ما يَبْلَى على ثِقةٍ

أنْ سوفَ يكسوكَ ما يبقَى على الزمنِ

ابن الرومي

هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي، تميز ابن الرومي بصدق إحساسه، فأبتعد عن المراءاة والتلفيق، وعمل على مزج الفخر بالمدح، وفي مدحه أكثر من الشكوى والأنين وعمل على مشاركة السامع له في مصائبه، وتذكيره بالألم والموت، كما كان حاد المزاج، ومن أكثر شعراء عصره قدرة على الوصف وابلغهم هجاء،

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024