Skip to main content
search

لشاعرنا خالدٍ في استِهِ

مآربُ أخرى سِوى الغائطِ

يُغنِّي الندامى بها تارةً

ويؤْتَى على شيبه الواخِطِ

يُقضِّي بها الشيخُ أوطارَهُ

برغم المعنِّفِ والساخِطِ

ولم يهجُرِ الشيخُ لذَّاتِهِ

ويجفُ المعاصي كالقانطِ

له زوجة شرَّ ما زوجةٍ

تلقَّطها شرُّ ما لاقطِ

مشهَّرةٌ لو مشى خَلْفَها

نبيٌّ لَقيلَ له شارط

تُناك وقَرنانُها حاضرٌ

بمنزلة الغائبِ الشاحِط

فإن غارَ قالتْ له نفسُهُ

تغافلْ كأنكَ في واسط

أخالدُ كم لك من صافعٍ

وكم في سِبالكَ من ضارط

وأنت صبورٌ لعضَّ الهوانِ

كصبر البعير على الضاغط

أذلَّكَ حُبُّك عُجرَ الفيا

شِ يا ابنَ المَقاوِل من نَاعط

حلفتُ لئن لم تكن ساقطاً

فما في البريّة من ساقط

لئن لزَّك الجهلُ في عُقدةٍ

من الشرِّ تأبى على الناشط

لكمْ أهلك الجهلُ من جاهلٍ

وكم أوْرطَ الليلُ من خابطِ

ومثلك في النُّوك قد كادني

فأصبح ذا عملٍ حابِطِ

ابن الرومي

هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي، تميز ابن الرومي بصدق إحساسه، فأبتعد عن المراءاة والتلفيق، وعمل على مزج الفخر بالمدح، وفي مدحه أكثر من الشكوى والأنين وعمل على مشاركة السامع له في مصائبه، وتذكيره بالألم والموت، كما كان حاد المزاج، ومن أكثر شعراء عصره قدرة على الوصف وابلغهم هجاء،

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024