Skip to main content
search

أخالدُ يا ابنَ الخالداتِ مخازياً

خلودَ الرواسي من هضابِ مُواسِلِ

لقد حلَّ حُبُّ الأير منك بمنزلٍ

رفيعٍ فما يسطيعُه عذلُ عاذلِ

هوى كالجوى ألهاك عن كلّ لذةٍ

وعن كل مكروهٍ من الأمر نازلِ

فكيف وأنّي ليت شعري فرغتَ لي

وقد كنتَ في شغل بدائك شاغلِ

أراني عظيمَ القدرِ عندكَ بعدَها

وإن كنتَ تبغيني ضروبَ الغوائلِ

إذا الناسُ قاموا في القيامة حُسّراً

فهمُّك إذ ذاك اعتراض الفياشلِ

كأني أرى تجوالَ عينيك لم تُرَعْ

بروعٍ ولم تُشغل بتلك الشواغلِ

تلاحظُ سوءاتِ الرجالِ وقد بدتْ

هنالك ترميها بعينَيْ مُغازلِ

ترى كلَّ هولٍ في القيامة نزهةً

سروراً ولهواً باجتلاء الغراملِ

وقد ذَهِلتْ عن طِفلِها كلُّ مُطفلٍ

رؤومٍ وألقتْ حملها كلُّ حاملِ

ابن الرومي

هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي، تميز ابن الرومي بصدق إحساسه، فأبتعد عن المراءاة والتلفيق، وعمل على مزج الفخر بالمدح، وفي مدحه أكثر من الشكوى والأنين وعمل على مشاركة السامع له في مصائبه، وتذكيره بالألم والموت، كما كان حاد المزاج، ومن أكثر شعراء عصره قدرة على الوصف وابلغهم هجاء،

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024