Skip to main content
search

أُحبُّ المِهْرَجانَ لأنَّ فيهِ

سروراً للملوكِ ذوي السَناءِ

وباباً للمصير إلى أوانٍ

تُفتَّح فيه أبوابُ السماءِ

أُشبِّههُ إذا أَفضَى حميداً

بإفضاءِ المَصيفِ إلى الشتاءِ

رجاءَ مؤمِّليكَ إذا تناهَى

بهم بعد البلاءِ إلى الرخاءِ

فَمَهرِجْ فيه تحت ظلال عيشٍ

ممدَّدةٍ على عيشٍ فضاءِ

أخا نِعَمٍ تتمُّ بلا فناءٍ

إذا كان التمامُ أخا الفناءِ

يزيدُ اللَّه فيها كلَّ يومٍ

فلا تنفكُّ دائمةَ النَّماءِ

ويُصْحبُك الإلهُ على الأَعادي

مساعدةَ المَقادرِ والقضاءِ

شهدتُ لقد لهوتَ وأنت عفُّ

مصونُ الدِّين مبذولُ العطاءِ

تَغَنَّتك القيانُ فما تغنَّتْ

سوى محمولِ مدحِك من غِناءِ

وأحسَنُ ما تغنّاك المغنِّي

غناءٌ صاغَهُ لك من ثناءِ

كَمُلْتَ فلستُ أسألُ فيك شيئاً

يَزيدُكَهُ المَليكُ سوى البقاءِ

وبعدُ فإنّ عذري في قصوري

عن الباب المحجَّب ذي البهاءِ

حدوثُ حوادثٍ منها حريقٌ

تَحيَّف ما جمعت من الثراءِ

فلم أسألْ له خَلَفاً ولكنْ

دعوتُ اللَّه مجتهدَ الدعاءِ

ليجعَلَه فداءَك إنْ رآه

فداءك أيها الغالي الفداءِ

وأما قبلَ ذاك فلم يكن لي

قَرارٌ في الصباح ولا المساءِ

أعاني ضيعةً ما زلتُ منها

بِحمدِ اللَّه قِدْماً في عناءِ

فرأيَك مُنعِماً بالصفحِ عنِّي

فما لي غيرَ صفحِك من عَزاءِ

ولا تعتب عليَّ فداك أهلي

فتُضعِفَ ما لقيتُ من البلاءِ

ابن الرومي

هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي، تميز ابن الرومي بصدق إحساسه، فأبتعد عن المراءاة والتلفيق، وعمل على مزج الفخر بالمدح، وفي مدحه أكثر من الشكوى والأنين وعمل على مشاركة السامع له في مصائبه، وتذكيره بالألم والموت، كما كان حاد المزاج، ومن أكثر شعراء عصره قدرة على الوصف وابلغهم هجاء،

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024