Skip to main content
search

لا عرتك الخطوبُ يا ابنَ حريثٍ

لا ولا نالكَ الفناءُ الوشيكُ

فلعمري ما حاتمٌ بمُدانٍ

لك لولا الشَّنارُ والتهتيكُ

أنت شيخٌ عطاؤه حيوانٌ

إذ عطاياهُمُ الجمادُ السبيكُ

يا ضعيفاً في رأسه ألفُ قرنٍ

عدداً كلُّها غليظٌ سميك

يا فتى حينَ يلبسُ الكشخَ غرَّ

وبه دون فلْسِهِ تحنيك

لم تزل نسوةٌ لديه قِراهُ

منذ ناغَى ثُديَّها التفليك

ليمَ في أختِه فقال مجيباً

تِلك نعلٌ وحقُّها التشريك

منحَ اللَّه جدَّةَ الشُّركِ الشي

خَ ولا انفكَّ ذلك التفكيك

هكذا يفضحُ الرجالُ لعمري

وكذا يحلمُ السفيهُ الركيك

ولقد لامها فأربت عليه

ورُقاهُ في مثلها لا تُحيك

قال ما لي متى حَبِلتِ فقالت

لك لطمٌ أخفُّهُ التتريك

تلك أختٌ فمَنْ بلاكَ بعرسٍ

قل لنا أيها السمين الوديك

بع بُناناً فأنت عنها غنيٌّ

إنما يقتني الدجاجة ديك

لا وجُردانِكَ المُطلِّ عليه

ذلك البطنُ لا استطعتَ تنيك

ومحالٌ قبول عِرسكَ منك ال

خسف ما لم يَشْركك فيها شريك

مَلكَتها الفحولُ دونك يا شي

خُ جهاراً ولم يقع تمليك

ليُبرِّد حشاكَ أن شواها

فوق أعناقهم وأنت المليك

وليسكِّنْ جواك إذ حلقَتْهُ

أنْ سيدمي خُصاهُمُ التشويك

قد صدقناك عن بُنانك يا شي

خُ فلا يستفزَّك التشكيك

كلَّ يومٍ لها بغيرك عُرسٌ

لك منه الدعاء والتبريك

ولماذا تردُّها عن هواها

جثةٌ فَدْمةٌ وعقلٌ نهيك

وقرونٌ يسير في سَمكها القم

لُ حِثاثاً والسير حَوْلٌ دكيك

هي في شأنها وأنت فريدٌ

في هوانٍ ضجيعك التدليكُ

يا ثقيلَ القرونِ يا جبلَ العا

رِ أما يستفزك التحريكُ

ابن الرومي

هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي، تميز ابن الرومي بصدق إحساسه، فأبتعد عن المراءاة والتلفيق، وعمل على مزج الفخر بالمدح، وفي مدحه أكثر من الشكوى والأنين وعمل على مشاركة السامع له في مصائبه، وتذكيره بالألم والموت، كما كان حاد المزاج، ومن أكثر شعراء عصره قدرة على الوصف وابلغهم هجاء،

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024