Skip to main content
search

قَضَتِ المَنازِلُ يَومَ كاظِمَةٍ


أَنَّ المَطيَّ يَطولُ مَوقِفُها


لُمَعٌ مِنَ الأَطلالِ يُحزِنُنا


مُحتَلُّها البالي وَمَألَفُها


سَبَقَت مَدامِعُها بِرَشَّتِها


مِن قَبلِ أَن يومي مُكَفكِفُها


وَتَكَلَّفَت مِن صَوبِ ماطِرِها


فَوقَ الَّذي يَرجو مُكَلِّفُها


إِن كُنتُ أَنفَذتُ الدُموعَ بِها


فَالوَجدُ بَعدَ اليَومِ يُخلِفُها


لا مِنَّةٌ مِنّي عَلى طَلَلٍ


دِيَمٌ طِلاعُ العَينِ أَذرِفُها


وَلَواعِجٌ نَفَسي يُنَفِّسُها


وَبَلابِلٌ دَمعي يُخَفِّفُها


ظَعَنوا فَلِلأَحشاءِ مُذ ظَعَنوا


حُرَقٌ تُعَسِّفُها وَتَعسِفُها


لا تَنشُدَنَّ الدارَ بَعدَهُمُ


إِنّي عَلى الإِقواءِ أَعرِفُها


وَعَلامَةٌ لِلشَوقِ أُضمِرُهُ


طَرَبي إِلى الإيقاعِ أَشرَفُها


في كُلِّ يَومٍ لي غَريمُ هَوىً


يَلوي الدِيونَ وَلا يُسَوِّفُها


رِفقاً بِقَلبي يا أَبا حَسَنٍ


العَينُ مِنكَ وَأَنتَ تَطرِفُها


فَكَأَنَّني بِعَلائِقٍ شُعَبٍ


قَد زالَ عَن أَمَمٍ تَأَلُّفُها


وَمُقَوَّماتٍ مِن غُصونِ هَوىً


يَعوَجُّ أَطواراً مُثَقِّفُها


في القَلبِ مِنكَ جِراحَةٌ أَبداً


ما زِلتُ أَدمُلُها وَتَقرِفُها


كَم مِن مَعاقِدَ بِتَّ تَفسَخُها


وَمَواعِدٍ بِالقُربِ تُخلِفُها


أَمّا الحِفاظُ فَأَنتَ تَمطُلُهُ


وَالمُحفِظاتُ فَأَنتَ تُسلِفُها


سَأَرومُ عَطفَ النَفسِ عَنكَ وَإِن


كانَ الغَرامُ إِلَيكَ يَعطِفُها


وَلَطالَما اِستَصرَفتُها مَلَلاً


وَلَئِن صَحَوتُ فَسَوفَ أَصرِفُها


وَإِذا طَلَبتُ بِها السَلوَّ أَبى


إِلّا النِزاعَ إِلَيكَ مُدنِفُها


فَكَأَنَّ مُنسِيَها يُذَكِّرُها


أَو ما يُؤَسّيها يُسَوِّفُها


تَمضي وَنَحوَكُمُ تَلَفُّتُها


وَإِلى لِقائِكُمُ تَشَوُّفُها


فَهَواكُمُ وَالشَوقُ يَعذِرُها


وَذَميمُ فِعلِكُمُ يُعَنِّفُها


هَل يَعطِفَنَّكُمُ تَوَجُّعُها


أَو يُقبِلَنَّ بِكُم تَلَهُّفُها


فَاِستَبقِ مِنها ما يُضَنُّ بِهِ


تِلكَ الصَبابَةُ أَنتَ تَرشُفُها


لا تَأمَنَنها إِن أَسَأتُ بِها


هِيَ ما عَلِمتَ وَأَنتَ تَعرِفُها


إِن كانَ يُطمِعُكُم تَذَلُّلُها


فَلَسَوفَ يُفزِعُكُم تَغَطرُفُها


وَلَئِن غَلا فيكُم تَهالُكُها


فَليَكثُرَن عَنكُم تَعَفُّفُها


سَأَروغُ عَن وِردِ الهَوانِ بِهِ


هِيَ غَرفَةٌ لا بُدَّ أَغرُفُها


إِنَّ الهَضيمَةَ إِن أُقادَ لَها


قِدرٌ لَعَمرُكَ لا أُؤَثِّفُها


يَدنو بِنَفسي لينُها كَرَماً


وَيَبينُ عِندَ الضَيمِ عَجرَفُها


قَسَماً بِرَبِّ الراقِصاتِ هَوىً


أَمَمَ البِناءِ العَودِ مَوجِفُها


يَطلُبنَ رابِدَةَ الظَليمِ إِذا


طَرَقَ الظَلامُ أُضِلَّ مُسدِفُها


بَلَغَت عَلى عَلَلِ السُرى وَغَدَت


وَمِلاؤُها بِالبُدنِ نَصَّفَها


يَغدو عَلى الإِرقالِ مُؤتَدِماً


مِن نَيَّها العاميِّ نَفنَفُها


يَنجو عَلى رَمَقٍ مُقَدَّمُها


وَيُقيمُ مَعذوراً مُخَلَّفُها


وَبِحَيثُ جَعجَعتِ العَريبُ ضُحىً


مِثلَ الحَنيِّ بُلي مُعَطَّفُها


وَبِفَضلِ ما أَوعى مُحَصَّبُها


وَأَقَرَّ مِن قِدَمٍ مُعَرَّفُها


إِنّي عَلى طولِ الصُدودِ لَكُم


كَالنَفسِ مَأمونٌ تَحَيُّفُها


أَرضى وَأَغضَبُ في حَبابِكُمُ


وَرِقابُ وُدّي لا أُصَرِّفُها


جاءَتكُمُ أَسَلاً مُشَرَّعَةً


مُتَوَقَّعاً فيكُم تَقَصُّفُها


قَد باتَ فيها قائِلٌ صَنَعٌ


يَهمي لِهاذِمَها وَيُرهِفُها


أَعزِز عَلَيَّ بِأَن يَكونَ لَكُم


بِالأَمسِ ثَقَّفَها مُثَقِّفُها


وَبَراقِعاً لِلعارِ ضافِيَةً


يَبقى عَلى الأَيّامِ مُغدِفُها


يُجلى لِأَعيُنِكُم مُشَوَّهُها


وَلَقَد يَكونُ لَكُم مُفَوَّفُها


إِن تَستَعيذوا مِن تَوَسُّطِها


أَعراضَكُم فَكَفى تَطَرُّفُها


فَتَزاجَروا مِن قَبلِ أَن تَرِدوا


بِمَوارِدٍ مُرٍّ تَرَشُّفُها


وَتَغَنَّموا إِبطاءَ عارِضِها


مِن قَبلِ أَن يَمريهِ حَرجَفُها


فَلتُرجِعوا آمَماً تَلَوُّمَها


وَلتُقلِعوا نَدَماً تَوَقَّفَها

الشريف الرضي

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن. شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024