Skip to main content
search

تَكَشَّفَ ظِلُّ العَتبِ عَن غُرَّةِ العَهدِ


وَأَعدى اِقتَرابُ الوَصلِ مِنّا عَلى البُعدِ


تَجَنَّبَني مَن لَستُ عَن بَعضِ هَجرِهِ


صَفوحاً وَلا في قَسوَةٍ عَنهُ بِالجَلدِ


نَضَتهُ يَدُ الإِعتابِ عَمّا سَخَطتُهُ


كَما يُنتَضى العَضبُ الجُرازُ مِنَ الغِمدِ


وَكُنتُ عَلى ما جَرَّهُ الهَجرُ مُمسَكاً


بِحَبلِ وَفاءٍ غَيرِ مُنفَصِمِ العَقدِ


أَمينُ نَواحي السِرِّ لَم تَسرِ غَدرَةٌ


بِبالي وَلَم أَحفِل بِداعِيَةِ الصَدِّ


تَلينُ عَلى مَسِّ الإِخاءِ مَضارِبي


وَإِن كُنتُ في الأَقوامِ مُستَحسَنَ الجِدِّ


وَلَمّا اِستَمَرَّ البَينُ في عُدَوائِهِ


تَغَوَّلَ عَفوي أَو تَرَقّى إِلى جُهدي


أُصاحِبُ حُسنَ الظَنِّ وَالشَكُّ مُقبِلٌ


بِوَجهي إِلى حَيثُ اِستَتَرتَ عُرى الوِدِّ


إِذا اِتَّسَعَت في خُطَّةِ الصَدِّ فِكرَتي


تَجَلَّلَني هَمٌّ يَضيقُ بِهِ جِلدي


وَإِن ناكَرَتني خَلَّةٌ مِن خِلالِهِ


تَعَرَّضَ قَلبي يَفتَديها مِنَ الحِقدِ


يَخالُ رِجالٌ ما رَأوا لِضَلالَةٍ


وَلَن تُستَشَفَّ الشَمسُ بِالأَعيُنِ الرُمدِ


وَكَم مُظهِرٍ سيما الوِدادِ يَرَونَهُ


حَميداً وَما يُخفي بَعيداً مِنَ الحَمدِ


وَحوشيتَ أَن أَلقاكَ سَبطاً تَظاهُري


وَإِن كُنتَ مَطوِيّاً عَلى باطِنٍ جَعدِ


إِذا تَرَكَت يُمنى يَدَيكَ تَعَلُّقي


فَيا لَيتَ شِعري مِن تَمَسَّكُ مِن بَعدي


أَياباً فَلَم تُشرِف عَلى غايَةِ النَوى


وَلَم تَنأَ كُلَّ النَأيِ عَن سَنَنِ القَصدِ


فَلا الدُرُّ نَثراً لَيسَ يُدفَعُ حُسنُهُ


وَليسَ كَما ضَمَّتهُ ناحِيَةُ العِقدِ


وَلَو لَم يُلاقِ القَدحُ زَنداً بِمِثلِهِ


لَما اِنبَعَثَت شُهبُ الشَرارِ مِنَ الزِندِ


فَقَد غاضَ سُخطانا فَهَل مِن صَبابَةٍ


بِرَأيِكَ إِنّي قَد تَصَرَّمَ ما عِندي


هَلُمَّ نُعِد صَفوَ الوَدادِ كَما بَدا


إِعادَةَ مَن لَم يُلفِ عَن ذاكَ مِن بُدِّ


وَنَغتَنِمِ الأَيّامَ فَهيَ طَوائِشٌ


تُواتي بِلا قَصدٍ وَتَأبى بِلا عَمدِ


وَمِثلُكَ أَهدى أَن يُقادَ إِلى الهُدى


وَأَرشَدُ أَن يَنجازَ عَن جِهَةِ الرُشدِ

الشريف الرضي

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن. شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024