Skip to main content
search

يا أَراكَ الحِمى تُراني أَراكا


أَيُّ قَلبٍ جَنى عَلَيهِ جَناكا


أَعطَشَ اللَهُ كُلَّ فَرعٍ بِنَعما


نَ مِنَ الماطِرِ الرِوى وَسَقاكا


أَيُّ نورٍ لِناظِرَيَّ إِذا ما


مَرَّ يَومٌ وَناظِري لا يَراكا


لا يَرى السَوءَ مَن رَآكَ مَدى الدَه


رِ وَأَحيا الإِلَهُ مَن حَيّاكا


وَرَعى كُلَّ ناشِقٍ لَكَ دَلَّت


هُ صَباً طَلَّةٌ عَلى رَيّاكا


ما عَلى البَرقِ لَو تَحَمَّلَ مِن نَج


دٍ بِأَظعانِهِ فَسَقّى حِماكا


يا دِيارَ الأَحبابِ كَيفَ تَغَيَّر


تِ وَيا عَهدُ ما الَّذي أَبلاكا


هَل أُولاكَ الَّذينَ عَهدي بِهِم في


كَ عَلى عَهدِهِم وَأَينَ أُولاكا


لَم تَدَع فيكَ نائِباتُ اللَيالي


أَثَراً لِلهَوى سِوى مَغناكا


وَأَثافٍ كَأَنَّهُنَّ رَذايا


وَأَسارى لا يَنظُرونَ فِكاكا


وَشَجيجٍ طَمَّ الزَمانُ نَواصي


هِ كَما شَعَّثَ الوَليدُ السِواكا


الذَميلَ الذَميلَ يا رَكبُ إِنّي


لَضَمينٌ أَن لا يَخيبَ سُراكا


خَلِّ أَوطانَ مَعشَرٍ مَنَعوا سَر


حَكَ رَعيَ الحِمى وَمَلّوا قِراكا


جَيئُهُم مُخمَسُ الرِكابِ فَنادَوا


جَنِّبِ الوِردَ لا نَقَعتَ صَداكا


وَضَحَت غُرَّةُ الضِياءِ عَلى القَر


بِ فَبَلّوا وَأَرسَلوها العِراكا


يا مَليكَ المُلوكِ والى لَكَ النَص


رَ عَلى العالَمِ الَّذي وَلّاكا


وَرَأَيتَ العَدوَّ حَيثُ تَراهُ


وَرَآكَ العَدوُّ حَيثُ يَراكا


كَم إِلى كَم تَبغي الصُعودَ وَقَد جُز


تَ المَعالي وَقَد طَلَعتَ السُكاكا


زِدتَ سَبقاً عَلى أَبيكَ وَكانَت


غايَةُ المَجدِ لَو لَحِقتَ أَباكا


بانِياً تَرفَعُ السُموكَ إِلى أَي


نَ المَراقي وَقَد بَلَغتَ السِماكا


نِلتَ ما نِلتَهُ اِنفِراداً وَزاحَم


تَ الدَراري عَلى العَلاءِ اِشتِراكا


يا أَسيرَ الخُطوبِ نادِ غِياثَ ال


خَلقِ إِنَّ الَّذي رَجَوتَ هُناكا


مَن إِذا غالَنا الضَلالُ رَأَينا


هُ قِواماً لِدينِنا أَو مِساكا


مَلَكَ المُلكَ ثُمَّ جَلَّ عَنِ المُل


كِ فَأَمسى يَستَخدِمُ الأَملاكا


عَجَباً كَيفَ يَرتَضي صَفحَةَ النَع


لِ لِرِجلٍ يَطا بِها الأَفلاكا


رَسَخَت في العَلاءِ أَجبالُكَ الشُم


مُ وَدارَت عَلى الأَعادي رَحاكا


مِن طَموحٍ خَطَمتَهُ وَجَموحٍ


بِكَ أَعضَضتَهُ الشَكيمَ فَلاكا


لَم تَزَل تَطعَنُ المُوَلّينَ حَتّى


حَسِبتَ مِن قَنا الظُهورِ قَناكا


وَرِجالٍ تَحَكَّكوا فَأَفاقوا


بِجُذَيلٍ قَد عَوَّدوهُ الحِكاكا


فَرعُ عِزٍّ يُعطي عَلى اللينِ ما شا


ءَ جَناهُ فَإِن رَأى الضَيمَ شاكا


ضَرَبوا في جَوانِبِ الطَودِ فَاِنظُر


حَمِقَ العاجِزينَ كَيفَ أَحاكا


قَطَعتَ يا اِبنَ واصِلٍ مُدَّةَ العُم


رِ فَهاجَ الضُبارِمُ الفَتّاكا


طاحَ في حَدِّ مِخلَبيكَ وَخَسَّت


أَكلَةُ الذِئبِ أَن تُقارِبَ فاكا


هَل يَروعُ القُرومَ عِندَكَ وَالأُس


دَ كُلَيبٌ عَوى لَها في حِماكا


طَلَبَ الأَمرَ فَاِنثَنى بِغُرورٍ


كانَ فَوتاً فَخالَهُ إِدراكا


صاحَبَ الأَمرَ مِن قِرى السَيفِ وَالضَي


فِ وَرَوّى القَنا وَأَنتَ كَذاكا


كَيفَ تَقذى عَينٌ وَيَألَمُ طَرفٌ


نَظَرَ اليَومَ وَجهَكَ الضَحّاكا


أَنا غَرسٌ غَرَستَهُ وَأَجَلُّ ال


غَرسِ ما قَرَّرَت ثَراهُ يَداكا


لَم أَجِد صانِعاً سِواكَ وَلا أَع


رِفُ في الناسِ مُنعِماً ما سِواكا


في حِمى طولِكَ اِهتَزَزتَ وَأَورَق


تَ قَريبَ الجَنى بِصَوبِ نَداكا


كُلَّ يَومٍ فَضلٌ عَلَيَّ جَديدٌ


وَعَلاءٌ أَنالُهُ مِن عُلاكا


وَعَطاءٌ تَزَيَّدَ البَحرَ يَعلو


كُلَّما قيلَ قَد بَلَغتَ مُناكا


وَإِذا ما طَوَيتُ عَنكَ التَقاضي


عُنِيَ الطَولُ مِنكَ بي فَاِقتَضاكا


لا سَفيرٌ إِلَيكَ إِلّا مَعالي


كَ وَلا شافِعٌ إِلَيكَ سِواكا


أَيُّها الطالِبُ الَّذي قَلقَلَ العي


سَ وَأَبلى غُروضَها وَالوِراكا


نادِ بِالرَكبِ قَد بَلَغتَ إِلى البَح


رِ فَعَرِّس بِهِ كَفاكَ كَفاكا

الشريف الرضي

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن. شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024