Skip to main content
search

أَلا مَن لِنَفسٍ في الهَوى قَد تَمادَتِ

إِذا قُلتُ قَد مالَت عَنِ الجَهلِ عادَتِ

وَحَسبُ امرِئٍ شَرّاً بِإِهمالِ نَفسِهِ

وَإِمكانِها مِن كُلِّ شَيءٍ أَرادَتِ

تَزاهَدتُ في الدُنيا وَإِنّي لَراغِبٌ

أَرى رَغبَتي مَمزوجَةً بِزَهادَتي

وَعَوَّدتُ نَفسي عادَةً فَلَزِمتُها

أَراهُ عَظيماً أَن أُفارِقَ عادَتي

إِرادَةُ مَدخولٍ وَعَقلُ مُقَصِّرٍ

وَلَو صَحَّ لي عَقلي لَصَحَّت إِرادَتي

وَلَو طابَ لي غَرسي لَطابَت ثِمارُهُ

وَلَو صَحَّ لي غَيبي لَسَحَّت شَهادَتي

أَيا نَفسُ ما الدُنيا بِأَهلٍ لِحَيِّها

دَعيها لِأَقوامٍ عَلَيها تَعادَتِ

أَلا قَلَّما تَبقى نُفوسٌ لِأَهلِها

إِذا راوَحَتهُنَّ المَنايا وَغادَتِ

أَلا كُلُّ نَفسٍ طالَ في الغَيِّ عُمرُها

تَموتُ وَإِن كانَت عَنِ المَوتِ حادَتِ

أَلا أَينَ مَن وَلّى بِهِ اللَهوُ وَالصِبا

وَأَينَ قُرونٌ قَبلُ كانَت فَبادَتِ

كَأَن لَم أَكُن شَيئاً إِذا صِرتُ في الثَرى

وَصارَ مِهادي رَضرَضاً وَوِسادَتي

وَما مَلجَأٌ لي غَيرَ مَن أَنا عَبدُهُ

إِلى اللَهِ رَبّي شِقوَتي وَسَعادَتي

أبو العتاهية

إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي ، أبو إسحاق ولد في عين التمر سنة 130هـ/747م، ثم انتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد. أغر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024