Skip to main content
search

ما كُلُّ ما تَشتَهي يَكونُ

وَالدَهرُ تَصريفُهُ فُنونُ

قَد يَعرِضُ الحَتفُ في حِلابٍ

دَرَّت بِهِ اللَقحَةُ اللَبونُ

الصَبرُ أَنجى مَطيِّ عَزمٍ

يُطوى بِهِ السَهلُ وَالحُزونُ

وَالسَعيُ شَيءٌ لَهُ انقِلابٌ

فَمِنهُ فَوقٌ وَمِنهُ دونُ

وَرُبَّما لانَ مَن تُعاصي

وَرُبَّما عَزَّ مَن يَهونُ

وَرُبَّ رَهنٍ بِبَيتِ هَجرٍ

فيمِثلِهِ تَغلَقُ الرُهونُ

لَم أَرَ شَيئاً جَرى بِبَينٍ

يَقطَعُ ما تَقطَعُ المَنونُ

ما أَيسَرَ المُكثَ في مَحَلٍّ

مالَ إِلَيهِ بِنا الرُكونُ

لا يَأمَنَنَّ اِمرُؤٌ هَواهُ

فَإِنَّ بَعضَ الهَوى جُنونُ

وَكُلُّ حينٍ يَخونُ قَوماً

أَيُّ الأَحايِينِ لا يَخونُ

إِذا اعتَرى الحَينُ أَهلَ مُلكٍ

خَلَت لَهُ مِنهُمُ الحُصونُ

كَرُّ الجَديدَينِ حَيثُ كانا

مِمّا تَفانَت بِهِ القُرونُ

وَلِلبِلى فيهِمُ دَبيبٌ

كَأَنَّ تَحريكَهُ سُكونُ

كَيفَ رَضينا بِضيقِ دارٍ

أَم كَيفَ قَرَّت بِها العُيونُ

تَكَنَّفَتنا الهُمومُ مِنها

فَهُنَّ فيهَ لَنا سُجونُ

وَلَيسَ يَجري بِنا زَمانٌ

إِلّا لَهُ كَلكَلٌ طَحونُ

وَالمَرءُ ما عاشا لَيسَ يَخلو

مِن حادِثٍ كانَ أَو يَكونُ

أبو العتاهية

إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي ، أبو إسحاق ولد في عين التمر سنة 130هـ/747م، ثم انتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد. أغر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024