Skip to main content
search

ما يُرتَجى بِالشَيءِ لَيسَ بِنافِعِ

ما لِلخُطوبِ وَلِلزَمانِ الفاجِعِ

وَلَقَلَّ يَومٌ مَرَّ بي أَو لَيلَةٌ

لَم يَقرَعا كَبِدي بِخَطبٍ رائِعِ

كَم مِن أَسيرِ العَقلِ في شَهَواتِهِ

ظَفِرَ الهَوى مِنهُ بِعَقلٍ ضائِعِ

سُبحانَ مَن قَهَرَ المُلوكَ بِقُدرَةٍ

وَسِعَت جَميعَ الخَلقِ ذاتِ بَدائِعِ

أَيُّ الحَوادِثِ لَيسَ يَشهَدُ أَنَّهُ

صُنعٌ وَيَشهَدُ بِاِقتِدارِ الصانِعِ

ما الناسُ إِلّا كَاِبنِ أُمٍّ واحِدٍ

لَولا اِختِلافُ مَذاهِبٍ وَطَبائِعِ

وَالحَقُّ في المَجرى أَغَرُّ مُحَجَّلٌ

تَلقاكَ غُرَّتُهُ بِنورٍ ساطِعِ

ما خَيرُ مَن يُدعى لِيُحرِزَ حَظَّهُ

مِن دينِهِ فَيَكونُ غَيرَ مُطاوِعِ

ما لِاِمرِئٍ عَيشٌ بِغَيرِ بَقائِهِ

ماذا تُحِسُّ يَدٌ بَغَيرِ أَصابِعِ

أَتُطالِعُ الآمالَ مُنتَظِراً وَلا

تَدري لَعَلَّ المَوتَ أَوَّلُ طالِعِ

وَإِذا اِبنُ آدَمَ حَلَّ في أَكفانِهِ

حَلَّ اِبنُ أُمِّكَ في المَكانِ الشاسِعِ

وَإِذا الخَطوبُ جَرَت عَلَيكَ بِوَقعِها

تَرَكَتكَ بَينَ مُفَجَّعِ أَو فاجِعِ

كَم مِن مُنىً مَثُلَت لِقَلبِكَ لَم تَكُن

إِلّا بِمَنزِلَةِ السَرابِ اللامِعِ

لُذ بِالإِلَهِ مِنَ الرَدى وَطُروقِهِ

فَتَحُلَّ مِنهُ في المَحَلِّ الواسِعِ

أبو العتاهية

إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي ، أبو إسحاق ولد في عين التمر سنة 130هـ/747م، ثم انتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد. أغر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024