Skip to main content
search

عَبِثَ الحَبيبُ وَكانَ مِنهُ صُدودُ

وَنَأى وَلَم أَكُ ذاكَ مِنهُ أُريدُ

يُمسي وَيُصبِحُ مُعرِضاً مُتَغَضِّباً

وَإِذا قَصَدتُ إِلَيهِ فَهوَ يَحيدُ

وَيَضِنُّ عَنّي بِالكَلامِ مُصارِماً

وَبِمُهجَتي وَبِما يُريدُ أَجودُ

إِنّي أُحاذِرُ صَدَّهُ وَفِراقَهُ

إِنَّ الفِراقَ عَلى المُحبِّ شَديدُ

يا مَن دَعاني ثُمَّ أَدبَرَ ظالِماً

إِرجِع وَأَنتَ مُواصِلٌ مَحمودُ

إِنّي لَأُكثِرُ ذِكرَكُم فَكَأَنَّما

بِعُرى لِساني ذِكرُكُم مَعقودُ

أَبكي لِسُخطِكِ حينَ أَذكُرُ ما مَضى

يا لَيتَ ما قَد فاتَ لي مَردودُ

لا تَقتُليني بِالجَفاءِ تَمادِياً

وَاِعنَي بِأَمري إِنَّني مَجهودُ

مازالَ حُبُّكِ في فُؤادي سَاكِناً

وَلَهُ بِزَيدِ تَنَفُّسي تَرديدُ

فَيَلينُ طَوراً لِلرَّجاءِ وَتارَةً

يَشتَدُّ بَينَ جَوانِحي وَيَزيدُ

حَتّى بَرى جِسمي هَواكِ فَما تُرى

إِلاّ عِظامٌ يُبَّسٌ وَجُلودُ

لا الحُبُّ يَصرِفُهُ فُؤادي ساعةً

عَنهُ وَلا هُوَ ما بَقيتُ يَبيدُ

وَكَأَنَّ حُبَّ الناسِ عِندِيَ ساكِنٌ

وَكَأَنَّهُ بِجَوانِحي مَشدودُ

أَمسى فُؤادي عِندَكُم وَمَحَلُّهُ

عِندي فَأَينَ فُؤادِيَ المَفقودُ

ذَهَبَ الفُؤادُ فَما أُحِسُّ حَسيسَهُ

وَأَظُنُّهُ بِوِصالِكُم سَيَعودُ

وَاللَهِ لا أَبغي سِواكِ حَبيبَةً

ما اِخضَرَّ في الشَجَرِ المُوَرِّقِ عودُ

للَّهِ دَرُّ الغانِياتِ جَفَونَني

وَأَنا لَهُنَّ عَلى الجَفاءِ وَدودُ

يَرعَينَ عَهدي ما شَهِدتُ فَإِن أَغِب

يَوماً فَما لي عِندَهُنَّ عُهودُ

عباس بن الأحنف

أبو الفضل العباس بن الأحنف الحنفي اليمامي النجدي, شاعر عربي عباسي. خالف الشعراء في طريقتهم فلم يتكسب بالشعر، وكان أكثر شعره بالغزل (شعر) والنسيب والوصف، ولم يتجاوزه إلى المديح والهجاء.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024