Skip to main content
search

أَلا نولِّي قَبلَ الفِراقِ قَذور

فَقَد حانَ مِن صَحبي الغَداة بُكورُ

نَوالَ مُحِبٍّ غَير قالٍ موَدعٍ

وَداعَ الفراقِ وَالزَّمانِ خَتورُ

إِذا أولجت مِنكُم بِنا العيسُ أَو غَدَت

فَلا وَصل إِلا ما يجنُّ ضَميرُ

مَوَدَّة ذِي وُدٍّ تعرَّض دُونَه

تَشائِي نَوىً لا تُستَطاعُ طحورُ

فَإِن تَحُلِ الأَشغالُ دُون نَوالِكم

وَيَنأَى المَزارُ فَالفُؤادُ أَسيرُ

وَيَركُدُ لَيل لا يَزالُ تَطاوُلاً

فَقَد كانَ يَجلُو اللَّيل وَهوَ قَصيرُ

وَيُسعِدُنا صَرفُ الزَّمان بِوَصلِكُم

لَيالِيَ مَبداكُم قذور حَصيرُ

وَنَفنى وَلا نَخشَى الفراقَ وَنَلتَقِي

وَلَيسَ عَلَينا فِي اللِّقاءِ أَميرُ

كَذلك صَرفُ الدَّهرِ فِيهِ تَغَلُّطٌ

مِراراً وَفيهِ لِلمُحِبِّ سُرورُ

إِذا سُرَّ يَوماً بِالوصالِ فإِنَّهُ

بِإسخاطِهِ بَعد السُّرورِ جَديرُ

لَعَمرُ أَبيها مَا جَزَتنا بِودِّها

وَلا شكَرته وَالكَريم شَكورُ

وَتَنأَى يَكادُ القَلبُ يُبدِي تَشَوُّقاً

لَوَ انَّ اشتِياقاً لِلمُحِبِّ يَضيرُ

وَتَدنُو فَتَنويلي إِذا الدارُ أَصفَنت

قَليلٌ وَعذلٌ بَعد ذاكَ كَثيرُ

فَإِن زُرت لَيلَى بَعد طُولِ تَجَنُّبٍ

تَأَبَّضَ مَنقوصُ اليَدينِ غَيورُ

الأحوص

عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم بن ثابت الأنصاري، من شعراء العصر الأموي، توفي ب دمشق سنة 105 هـ/723 م، من بني ضبيعة، لقب بالأحوص لضيق في عينه، شاعر إسلامي أموي هجّاء، صافي الديباجة، من طبقة جميل بن معمر ونصيب، وكان معاصرا لجرير والفرزدق. من سكان المدينة، وفد على الوليد بن عبد الملك في دمشق الشام فأكرمه ثم بلغه عنه ما ساءه من سيرته فرده إلى المدينة وأمر بجلده فجلد ونفي إلى دهلك وهي جزيرة بين اليمن والحبشة، كان بنو أمية ينفون إليها من يسخطون عليه.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024