Skip to main content
search

ما عَناكَ الغَداةَ مِن أَطلالِ

دارِساتِ المَقامِ مُذ أَحوالِ

بادي الرَبعِ وَالمَعارِفِ مِنها

غَيرَ رَسمٍ كَعُصبَةِ الأَغيالِ

ما تَرى العَينُ حَولَها مِن أَنيسٍ

قُربَها غَيرَ رابِداتِ الرِئالِ

يا خَليلي الغَداةَ إِنَّ دُموعي

سَبَقَت لَمحَ طَرفِها بِاِنهِمالِ

قُم تَأَمَّل وَأَنتَ أَبصَرُ مِنّي

هَل تَرى بِالغَميمِ مِن أَجمالِ

قاضِياتٍ لُبانَةً مِن مُناخٍ

وَطَوافٍ وَمَوقِفٍ بِالجِبالِ

حُزِيَت لي بِحَزمِ فَيدَةَ تُحدى

كَاليَهودِيِّ مِن نَطاةِ الرِقالِ

قِلنَ عُسفانَ ثُمَّ رُحنَ سِراعاً

طالِعاتٍ عَشِيَّةً مِن غَزالِ

قارِضاتِ الكَديدِ مُجتَزِعاتٍ

كُلَّ وادي الجُحوفِ بِالأَثقالِ

قَصدَ لَفتٍ وَهُنَّ مُتَّسِقاتٌ

كَالعَدَولِيِّ لا حِقاتِ التَوالي

حينَ وَرّكنَ دَوَّةً بِيَمينٍ

وَسُرَيرَ البُضَيعِ ذاتَ الشمالِ

جُزنَ وادي المِياهِ مُحتَضِراتٍ

مَدرَجَ العَرجِ سالِكاتِ الخلالِ

وَالعُبَيلاءُ مِنهُمُ بِيَسارٍ

وَتَرَكنَ العَقيقَ ذاتَ النِصالِ

طالِعاتِ الغَميسِ مِن عَبّودٍ

سالِكاتِ الخَوِيِّ مِن أَملالِ

وَطَوَت جانِبَي كُتانَةَ طَيّاً

فَجَنوبَ الحِمى فَذاتَ النِضالِ

فَسَقى اللَهُ مُنتَوى أُمِّ عَمرٍو

حَيثُ أَمَّت بِهِ صُدورُ الرِحالِ

تَسمَعُ الرَعدَ في المَخيلَةِ مِنها

مِثلَ هَزمِ القُرومِ في الأَشوالِ

وَتَرى البَرقَ عارِضاً مُستَطيراً

مَرَحَ البُلقِ جُلنَ في الأَجلالِ

أَو مَصابيحَ راهِبٍ في يَفاعٍ

سَغَّمَ الزَيتَ ساطِعاتِ الذُبالِ

حَبَّذا هُنَّ مِن لُبانَةِ قَلبي

وَجَديدُ الشَبابِ مِن سِربالي

رُبَّ يَومٍ أَتَيتُهُنَّ جَميعاً

عِندَ بَيضاءَ رَخصَةٍ مِكسالِ

غَيرَ أَنّي اِمرِؤٌ تَعَمَّمتُ حِلماً

يَكرَهُ الجَهلَ وَالصِبا أَمثالي

وَيُلامُ الحَليمُ إِن هُوَ يَوماً

راجِعَ الجَهلَ بَعدَ شَيبِ القَذالِ

كثير عزة

كُثَيِّرُ عَزّةَ واسمه كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر بن عويمر الخزاعي هو شاعرٌ عربي متيم من أهل المدينة المنورة وشعراء الدولة الأموية، اشتهر بعشقه عزة بنت جميل بن حفص بن إياس الغفارية الكنانية. زعمَ البعض أنَّ كثير عزة لم يكن مُخلصًا في حب عزة، وأنه أحب بعدها فتاة اسمها أم الحويرث.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024