Skip to main content
search

لَقَد فَرِحَ الواشونَ أَن صَرَمَت حَبلي

بُثَينَةُ أَو أَبدَت لَنا جانِبَ البُخلِ

يَقولونَ مَهلاً يا جَميلُ وَإِنَّني

لَأُقسِمُ ما لي عَن بُثَينَةَ مِن مَهلِ

أَحِلماً فَقَبلَ اليَوم كانَ أَوانُهُ

أَم اَخشى فَقَبلَ اليَومِ أوعِدتُ بِالقَتلِ

لَقَد أَنكَحوا جَهلاً نُبَيهاً ظَعينَةً

لَطيفَةَ طَيِّ الكَشحِ ذاتَ شَوىً خَدلِ

وَكَم قَد رَأَينا ساعِياً بِنَميمَةٍ

لآخَرَ لَم يَعمِد بِكَفٍّ وَلا رِجلِ

إِذا ما تَراجَعنا الَّذي كانَ بَينَنا

جَرى الدَمعُ مِن عَينَي بُثَينَةَ بِالكُحلِ

وَلَو تَرَكَت عَقلي مَعي ما طَلَبتُها

وَلَكِن طِلابيها لِما فاتَ مِن عَقلي

فَيا وَيحَ نَفسي حَسب نَفسي الَّذي بِها

وَيا وَيحَ أَهلي ما أُصيبَ بِهِ أَهلي

وَقالَت لِأَترابٍ لَها لا زَعانِفٍ

قِصارٍ وَلا كُسَّ الثَنايا وَلا ثُعلِ

إِذا حَمِيَت شَمسُ النَهارِ اِتَّقَينَها

بِأَكسِيَةِ الديباجِ وَالخَزّ ذي الحَملِ

تَداعَينَ فَاِستَعجَمنَ مَشياً بِذي الغَضا

دَبيبَ القَطا الكُدرِيُّ في الدَمِثِ السَهلِ

إِذا اِرتَعنَ أَو فُزّعنَ قُمنَ حَوالَها

قِيامَ بَناتِ الماءِ في جانِبِ الضَحلِ

أَرانِيَ لا أَلقى بُثَينَةَ مَرَّةً

مِنَ الدَهرِ إِلا خائِفاً أَو عَلى رَحلِ

خَليلَيَّ فيما عِشتُما هَل رَأَيتُما

قَتيلاً بَكى مِن حُبِّ قاتِلِهِ قَبلي

أَبيتُ مَعَ الهُلّاكِ ضَيفاً لِأَهلِها

وَأَهلي قَريبٌ موسِعونَ ذَوُو فَضلِ

أَلا أَيُّها البَيتُ الَّذي حيلَ دونَهُ

بِنا أَنتَ مِن بَيتٍ وَأَهلُكَ مِن أَهلِ

بِنا أَنتَ مِن بَيتٍ وَحَولَكَ لَذَّةٌ

وَظِلُّكَ لَو يُسطاعُ بِالبارِدِ السَهلِ

ثَلاثَةُ أَبياتٍ فَبَيت أُحِبُّهُ

وَبَيتانِ لَيسا مِن هَوايَ وَلا شَكلي

كِلانا بَكى أَو كادَ يَبكي صَبابَةً

إِلى إِلفِهِ وَاِستَعجَلَت عَبرَةً قَبلي

أَعاذِلَتي أَكثَرتِ جَهلاً مِنَ العَذلِ

عَلى غَيرِ شَيءٍ مِن مَلامي وَمِن عَذلي

نَأَيتُ فَلَم يُحدِث لِيَ النَأيُ سَلوَةً

وَلَم أُلفِ طولَ النَأيِ عَن خُلَّةٍ يُسلي

وَلَستُ عَلى بَذلِ الصَفاءِ هَوَيتُها

وَلَكِن سَبَتني بِالدَلالِ وَبِالبُخلِ

أَلا لا أَرى اِثنَين أَحسَنَ شيمَةً

عَلى حَدَثانِ الدَهرِ مِنّي وَمِن جُملِ

فَإِن وُجِدَت نَعلٌ بِأَرضٍ مضِلَّةٍ

مِنَ الأَرضِ يَوماً فَاِعلَمي أَنَّها نَعلي

جميل بن معمر

جميل بن معمر هو جميل بن عبد الله بن مَعْمَر العُذْري القُضاعي"ويُكنّى أبا عمرو (ت. 82 هـ/701 م) شاعر ومن عشاق العرب المشهورين. كان فصيحًا مقدمًا جامعًا للشعر والرواية. وكان في أول أمره راويا لشعر هدبة بن خشرم، كما كان كثير عزة راوية جميل فيما بعد. لقب بجميل بثينة لحبه الشديد لها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024