Skip to main content
search

شَهِدتُ بِأَنّي لَم تَغَيَّر مَوَدَّتي

وَإِنّي بِكُم حَتّى المَماتِ ضَنينُ

وَأَنَّ فُؤادي لا يَلينُ إِلى هَوى

سِواكِ وَإِن قالوا بَلى سَيَلينُ

فَقَد لانَ أَيّامَ الصِبا ثُمَّ لَم يَكَد

مِنَ الدَهرِ شَيءٌ بَعدَهُنَّ يَلينُ

وَلَمّا عَلَونَ اللابَتَينِ تَشَوَّفَت

قُلوبٌ إِلى وادي القُرى وَعُيونُ

كَأَنَّ دُموعَ العَينِ يَومَ تَحَمَّلَت

بُثَينَةُ يَسقيها الرِشاشَ مَعينُ

ظَعائِنُ ما في قُربِهُنَّ لِذي هَوىً

مِنَ الناسِ إِلّا شِقوَةٌ وَفُنونُ

وَواكَلنَهُ وَالهَمَّ ثُمَّ تَرَكنَهُ

وَفي القَلبِ مِن وَجدٍ بِهِنَّ حَنينُ

وَرُحنَ وَقَد أَودَعنَ قَلبي أَمانَةً

لِبَثنَةَ سِرٌّ في الفُؤادِ كَمينُ

كَسِرِّ النَدى لَم يَعلَمِ الناسُ أَنَّهُ

ثَوى في قَرارِ الأَرضِ وَهُوَ دَفينُ

إِذا جاوَزَ الإِثنَينِ سِرٌّ فَإِنَّهُ

بِنَثٍّ وَإِفشاءِ الحَديثِ قَمينُ

تُشَيِّبُ رَوعاتُ الفِراقِ مَفارِقي

وَأَنشَزنَ نَفسي فَوقَ حَيثُ تَكونُ

فَواحَسرَتا إِن حيلَ بَيني وَبَينَها

وَيا حَينَ نَفسي كَيفَ فيكِ تَحينُ

وَإِنّي لَأَستَغثي وَما بِيَ نَعسَةٌ

لَعَلَّ لِقاءً في المَنامِ يَكونُ

فَإِن دامَ هَذا الصَرمُ مِنكِ فَإِنَّني

لَأَغبَرِها في الجانِبَينِ رَهينُ

لَكَيما يَقولُ الناسُ ماتَ وَلَم يَمِن

عَلَيكِ وَلَم تَنبَتَّ مِنكِ قُرونُ

يَقولونَ ما أَبلاكَ وَالمالُ عامِرٌ

عَلَيكَ وَضاحي الجِلدِ مِنكَ كَنينُ

فَقُلتُ لَهُم لا تَعذِلونِيَ وَاِنظُروا

إِلى النازِعِ المَقصورِ كَيفَ يَكونُ

جميل بن معمر

جميل بن معمر هو جميل بن عبد الله بن مَعْمَر العُذْري القُضاعي"ويُكنّى أبا عمرو (ت. 82 هـ/701 م) شاعر ومن عشاق العرب المشهورين. كان فصيحًا مقدمًا جامعًا للشعر والرواية. وكان في أول أمره راويا لشعر هدبة بن خشرم، كما كان كثير عزة راوية جميل فيما بعد. لقب بجميل بثينة لحبه الشديد لها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024