Skip to main content
search

صريح كلامي في الوجود وإيمائي

سواء وإعلاني هواء وإخفائي

هو البحر عنه لا يزول كلامنا

فعن موجه طوراً وطوراً عن الماء

وكل كلام قد أتى متكلم

به فهو منه عنه في رمز أسماء

صحت أمةٌ من بعد ما سكرت به

فكان بها نوراً أضاء بظلماء

وقامت له في حضرة أقدسية

هي الشمس عنها الكل أمثال أفياء

عليك نديمي بارتشاف كؤوسها

ففي كأسها منها بقية صهباء

وما الكأس إلا أنت والروح خمرها

تحقق تجد في السكر أنواع سراء

وفي عالم الكرم الذي قد تعرشت

عناقيده قف واغتنم فضل نعماء

وخذ منه عنقوداً هو الجسم ثم دع

كثائفه واحفظ لطائف لألاء

ولا تكسر الراووق إن الصفا به

وحلل وركب في أصول وأبناء

إلى أن ترى وجه الزجاجة مشرقاً

وذات الحميا في غلائل بيضاء

فإن هناك الدن دندن فانياً

وجاء الدواء الصرف يذهب بالداء

وأقبلت الحسناء بالراح تنجلي

على يدها يا طيبَ راحٍ وحسناء

سجدنا إليها أي فنينا بحبها

وذلك لما أن أشارت بإيماء

وحاصله أن الجميع ستائر

على وجهها الباقي فعجل بإفناء

عبد الغني النابلسي

عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي الدمشقي الحنفي (1050 هـ - 1143 هـ / 1641 - 1731م) شاعر سوري وعالم بالدين والأدب ورحالة مكثر من التصنيف. ولد ونشأ وتصوف في دمشق. قضى سبع سنوات من عمره في دراسة كتابات "التجارب الروحيّة" لِفُقهاء الصوفية.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024