Skip to main content
search

إنّ الّذي نصَب المكارمَ للورَى

غَرضاً يلوحُ من المدى المتباعِدِ

نثَر الكنانةَ عنده نثْراً فَلمْ

يُوجَدْ لديهِ سوى سديدٍ واحد

فبهِ يُكرِّرُ لا يزالُ إصابةً

لبعيدةٍ تَكريرَ بادٍ عائد

ويَحوطُه مُستَبقِياً إذ لا يَرَى

مِثْلاً له إن شاء سهْمَ مَحامِد

كُلٌّ يُدِلُّ بطارفٍ من مَجْدِه

يا مَنْ يَزينُ طَريفَه بالتّالد

أبدَى التعّجُّبَ من وُقوفِ مَقاصِدي

كُلُّ الأنام ومن مسيرِ قصائدي

شِعْرٌ يَهُبُّ هُبوبَ ريحٍ عاصفٍ

من حَوْلِ حَظٍّ ليس يَنهَضُ راكد

وندىً حُسِدْتُ له فحين أذلّني

فَرْطُ التَبذُّلِ زال كَرْبُ الحاسد

كالقَطْرِ أسلَمَه الغمامُ ولم يَقَعْ

في الأرض بعدُ فقد تَبلّد رائدي

فلئن رسَمتَ قطَعتُ عنه مَطامِعي

والقَطعُ أنجَعُ من علاجِ الفاسد

أو لا فأدْركْني بعاجلِ نُصرةٍ

مادام لي عُمْرٌ فلستُ بخالد

ظَمْآنَ أم ريّانَ أم مُتوسِّطاً

لا بُدَّ من صَدَرِ الرِعّاءِ الوارد

الأرجاني

ناصح الدين الأرجاني، واسمه الكامل ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين القاضي الأرجاني. ولد في التخوم الشرقية من مدينة أرجان في عام 460 هجرية – 1068 ميلادية، يتميز شعر القاضي الأرجاني بطول نفس و بلطف عبارة وكان غواصاً في المعاني كامل الأوصاف. إذا ظفر على المعنى يستوعبه كاملا و لا يدع فيه لمن بعده فضلاً لذا جاءت قصائده أغلبها طويلة. فقد ابدع في اللفظ والمعنى وأجاد وقد جمعهما بمقدرة وتمكن وقيل انه كان ينظم كل يوم ثمانية أبيات شعرية على الدوام.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024