Skip to main content
search

حَقيقٌ على الأيّام أن يتَحدَّثوا

بما عِندهم من نعمةِ اللهِ تَحْدُثُ

وما كان من نُعماهُ أقدم عندهم

فذاك على شُكْرٍ يُضاعَفُ أبعَث

وإن يك للأشياء في العَينِ ظاهرٌ

فذو اللُّبِّ أحياناً عنِ اللُّبِّ يَبْحث

ومَن كان نَفْعٌ للورى في بَقائه

فَيَبْقَى على رَغْمِ الأعادي ويَلْبَث

ضمَانٌ على اللهِ الوَفيِّ بقاؤه

وما عَهْدُه يوماً من الدّهرِ يُنكّث

قضَى اللهُ أنَّ النفْعَ للنّاسِ عِصمةٌ

بها طُولَ أعمارِ الورى يُتَشبَّث

ألم تَر أنّ اللهَ جَلَّ ثناؤه

يقولُ لنا ما يَنفَعُ النّاسَ يَمكُث

وذلك قُرآنٌ قديمٌ قرأتُه

لِيُسمَعَ لا قول منَ الشِعرِ مُحْدَث

فقُلْ لنجيبِ الدّينِ أبشِرْ بصِحّةٍ

تُعَجِّلُ عن قُرْبٍ ولا تَتَريَّث

أما أنت غَوْثٌ للورى من زمانِهم

فَرَبُّ الورى عن صَرفهِ لكَ أغوَث

أما أنت للأحرارِ في الدَهْرِ مَلْجأٌ

إذا جعَلَتْ فيه الحوادِثُ تَحْدُث

بلَى أنت للدّاعِي إلى الغوثِ في الورى

مُجيبٌ دعاءً نَصْرُه لا يُلَبَّث

تَروحُ وللأموالِ عندَكَ مَحْصَدٌ

وتغْدو وللآمالِ عندَكَ مَحْرَث

وللدِينِ نَصْرٌ واصبٌ ليس يأتَلي

وللمُلْكِ نُصْحٌ خالصٌ ليس يُغْلَث

وللصَّدْرُ للإسلامِ درعٌ يَصونُه

وقَلبٌ أمينٌ سِرّه ليس يُنبَث

فلا يَهنأِ الحُسّادَ أنْ راحَ أو غَدا

يُحَدِّثُ عنه بالنُباحِ مُحَدِث

سَتعْقُبُ ذي الشَكْوى بعُقْبَى حميدةٍ

تُفَتّتُ أكبادّ العِدا وتُفَرِّث

فُدونَك من فِكْرِى لكَ ابنةَ ساعةٍ

تَكادُ بها أذْنٌ وعَتْها تُطَمّث

فما هِيَ إلا حرَّةٌ عَربيّةٌ

فلولاك ما كانَتْ من العِزِّ تُطْمَث

فَدُمْ للعُلا ما دامَ في اللَيلِ كَوكَبٌ

وما حَجَّ بيتَ اللهِ أغبَرُ أشعَث

الأرجاني

ناصح الدين الأرجاني، واسمه الكامل ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين القاضي الأرجاني. ولد في التخوم الشرقية من مدينة أرجان في عام 460 هجرية – 1068 ميلادية، يتميز شعر القاضي الأرجاني بطول نفس و بلطف عبارة وكان غواصاً في المعاني كامل الأوصاف. إذا ظفر على المعنى يستوعبه كاملا و لا يدع فيه لمن بعده فضلاً لذا جاءت قصائده أغلبها طويلة. فقد ابدع في اللفظ والمعنى وأجاد وقد جمعهما بمقدرة وتمكن وقيل انه كان ينظم كل يوم ثمانية أبيات شعرية على الدوام.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024