Skip to main content
search

فَيا لِشَجا قَلبٍ مِنَ الصَبرِ فارِغٍ

وَيا لِقَذى طَرفٍ مِنَ الدَمعِ مَلآنِ

وَنَفسٍ إِلى جَوِّ الكَنيسَةِ صَبَّةٍ

وَقَلبٍ إِلى أُفقِ الجَزيرَةِ حَنّانِ

تَعَوَّضتُ مِن واهاً بِآهٍ وَمِن هَوىً

بِهَونٍ وَمِن إِخوانِ صِدقٍ بِخَوّانِ

وَما كُلُّ بَيضاءٍ بَروقٍ بِشَحمَةٍ

وَما كُلُّ مَرعىً تَرتَعيهِ بِسُعدانِ

فَيا لَيتَ شِعري هَل لِدَهرِيَ عَطفَةٌ

فَتُجمَعَ أَوطاري عَلَيَّ وَأَوطاني

مَيادينُ أَوطاري وَلَذَّةُ لَذَّتي

وَمَنشَأُ تَهيامي وَمَلعَبُ غُزلاني

كَأَن لَم يَصِلني فيهِ ظَبيٌ يَقومُ لي

لَماهُ وَصِدغاهُ بِراحي وَرَيحاني

فَسَقياً لِواديهِم وَإِن كُنتُّ إِنَّما

أَبيتُ لِذِكراهُ بِغُلَّةِ ظَمآنِ

فَكَم يَومِ لَهوٍ قَد أَدَرنا بِأُفقِهِ

نُجومَ كُؤوسٍ بَينَ أَقمارِ نَدمانِ

وَلِلقُضبِ وَالأَطيارِ مَلهىً بِجَرعَةٍ

فَما شِئتَ مِن رَقصٍ عَلى رَجعِ أَلحانِ

وَبِالحَضرَةِ الغَرّاءِ غِرَّ عَلِقتُهُ

فَأَجَبتُ حُبّاً فيهِ قُضبانَ نَعمانِ

رَقيقُ الحَواشي في مَحاسِنِ وَجهِهِ

وَمَنطِقِهِ مَسلى قُلوبٍ وَآذانِ

أَغارُ لِخَدَّيهِ عَلى الوَردِ كُلَّما

بَدا وَلِعَطفَيهِ عَلى أَغصُنِ البانِ

وَهَبنِيَ أَجي وَردَ خَدٍّ بِناظِري

فَمِن أَينَ لي مِنهُ بِتُفّاحِ لُبنانِ

يُعَلِّلُني مِنهُ بِمَوعِدِ رَشفَةٍ

خَيالٌ لَهُ يُغري بِمَطلٍ وَلَيّانِ

حَبيبٌ عَلَيهِ لُجَّةٌ مِن صَوارِمٍ

عَلاها حَبابٌ مِن أَسِنَّةِ مُرّانِ

تَراءى لَنا في مِثلِ صورَةِ يوسُفٍ

تَراءى لَنا في مِثلِ مُلكِ سُلَيمانِ

طَوى بُردُهُ مِنها صَحيفَةَ فِتنَةٍ

قَرَأنا لَها مِن وَجهِهِ سَطرَ عُنوانِ

مَحَبَّتُهُ ديني وَمَثواهُ كَعبَتي

وَرُؤيَتُهُ حَجّي وَذِكراهُ قُرآني

ابن خفاجة

ابن خَفَاجة (450 ـ 533هـ، 1058 ـ 1138م). إبراهيم بن أبي الفتح بن عبدالله بن خفاجة الهواري، يُكنى أبا إسحاق. من أعلام الشعراء الأندلسيين في القرنين الخامس والسادس الهجريين. ركز ابن خفاجة في شعره على وصف الطبيعة و جمالها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024