Skip to main content
search

يا أهيل الحمى وعرب الفريق

علّ من نظرة لصب مشوق

مغرم لم يزل اسير هواكم

راح يبكي الاسى بدمع طليق

رقق البين حاله منه حتى

سامه بالهوان سوم الرقيق

ود في العمر لو يراكم طريقا

فتقضى وعينه في الطريق

يسفح الدمع في الخدود عقيقا

حبذا السفح مؤذنا بالعقيق

حيث كان الشباب بالوصل غضا

باسما عن رضاب غصن وريق

لم يرعني من حادثات الليالي

طارق ما سوى الخيال الطروق

يا نزولا بالمنحنى من ضلوعي

هل الى الصبر عنكم من طريق

ناركم في الحشا تشب لهيبا

وخفوق البروق بعض خفوقي

كيف اسلو وحبكم في فؤادي

ساكن في مفاصلي وعروقي

فيما بيننا جرى من عهود

وبما في الهوى لكم من حقوق

لا تحولوا عن الوداد فإني

واثق منكم بعهد وثيق

أي كهف في حيكم من اتاه

فاز منه بظل روض انيق

اكرم الانبياء والرسل حقا

من زكان فرعه باصل عريق

صاحب الحوض والشفاعة والبر

دة والتاج والقضيب الرشيق

خير من بالحديد يسعى ومن قد

طاف بالمشعر الحرام العتيق

طالما قد شفى من الضر عينا

وبها جاد يوم عسر وضيق

واتته غزالة الحي تسعى

فكساها الضياء عند الشروق

طاب لي نشر مدحه فلهذا

فزت منه بطيب مسك سحيق

يا اجل الورى واوسع فضلا

بك ارجو النجاة عند المضيق

ومن الحوض في القيامة ابغي

شربة بردها يزيل حريقي

واجوز الصراط كي لمناها

تبلغ النفس بالمجاز الحقيقي

ومع المتقين اسكن داراً

زخرفت في جوار خير فريق

في ظلال على الارائك اسقى

سلسبيلا ختامها من رحيق

يا الهي بقربه منك فاصرف

حر وجهي عن حر نار الحريق

وتقبل فيّ الشفاعة منه

حيث لم ينج من حميم صديق

وعليه ازكى صلاتك ضاعف

دائما في صبوحها والغبوق

ما صبا خيمت بنجد وفكت

عن عراها مزرات الشقيق

ابن مليك الحموي

ابن مليك الحموي (840 - 917 هـ) هو علاء الدين علي بن محمد بن علي بن عبد الله الدمشقي الفقاعي الحنفي، شاعر من العصر المملوكي. ولد بحماة سنة أربعين وثمانمائة، وأخذ الأدب عن الفخر عثمان بن العبد التنوخي وغيره، وأخذ النحو والعروض عن الشيخ بهاء الدين بن سالم. رع في الشعر حتى لم يكن له نظير في فنونه، وجمع لنفسه ديواناً في نحو خمس عشرة كراسة، وخمس المنفرجة، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024