Skip to main content
search

وقفت في الدار عنهم اسأل الطللا

وكيف يوما تجيب الدار من سألا

لا شك حادي المنايا قد حدا بهم

وجد في الير داعي البين وارتحلا

وما عفا الدهر عنهم في تحكمه

وقد عفى ربعهم من بعدهم وخلا

وقد ابادهم صرف الزمان ولا

عار على الدهر يوما بالذي فعلا

وكم سقى قبلهم كأس الردى امما

حتى لقد راح كل منهم ثملا

وصار ذكرهم من بعدهم سيرا

تتلى وقد اصبحوا بين الورى مثلا

وايقنوا بنزول الراس انهم

غرقى وطالعهم في الحوت قد نزلا

كأنهم لم يكونوا قبلها ركبوا

بحرا ولا قطعوا سهلا ولا جبلا

وطالما لمضاف دورهم عمروا

وقد بنوها على فتح لمن دخلا

وبعد تلك القصور المشرفات بهم

غابوا وعنها اللحود استوطنوا بدلا

يا لهف قلبي على من كان شملهم

يزهو به وعلى اقرانه فضلا

الماجد الندب عبد القادر العلم الفر

د الذي فضله قدرا سما وعلا

من كان همته عود الصلات ولا

يزال في طلب العلياء مشتغلا

ومن اذا الدهر ولى عنك منحرفا

وجئت يوما حماه طاب واعتدلا

ومن لسائله يوبي الندى كرما

ولم يزل بره بالجود متصلا

لئن مضى فلقد ابقت مآثره

ذكرا له ليس يطوى في الحياة إلى

فاصبر وقم يا ولي الدين مجتنبا

فالصبر من شيم السادات والنبلا

لا ذقت مولاي رزءاً بعدها أبدا

وأجزل الله في الدنيا لك العملا

واصبر فما مات يوما من تكون له

من بعده خلفا يا اوحد الفضلا

لا زال وصفك بالمعنى البديع اذا

ما قلت شعراً يزين المدح والغزلا

ولم تزل في مرور كامل وهنا

وجمع شمل وسعد مشرق وعلا

ما قام في جامع الروض الخطيب وما

اجاد سجعاً على اعواده وتلا

ابن مليك الحموي

ابن مليك الحموي (840 - 917 هـ) هو علاء الدين علي بن محمد بن علي بن عبد الله الدمشقي الفقاعي الحنفي، شاعر من العصر المملوكي. ولد بحماة سنة أربعين وثمانمائة، وأخذ الأدب عن الفخر عثمان بن العبد التنوخي وغيره، وأخذ النحو والعروض عن الشيخ بهاء الدين بن سالم. رع في الشعر حتى لم يكن له نظير في فنونه، وجمع لنفسه ديواناً في نحو خمس عشرة كراسة، وخمس المنفرجة، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024