Skip to main content
search

الثار دونك يا ليث الوغى الثارا

فليس غيرك عنا يكشف العارا

جرد سيوفك من اغمادها فلقد

آن انتضاها على الجار الذي جارا

وانظم جسومهم وانثر جماجمهم

انا عهدناك نظاما وتتارا

وروّ من دمهم بيضا وسمر قنا

ومن لحومهم وحشا واطيارا

واترك ديارهم تشكو الانيس بها

ولا تدع منهم في الدار دبار

واعجل بقتلهم من قبل ان يلدوا

لكفرهم فاجرا في الارض كفارا

فيا حليف الردى أبشر فسوف ترى

ليثا تدور المنايا حيثما دارا

فلست والله يا نسل الخنا حسنا

بل اللئيم الذي لا يحفظ الجارا

غدا تنوح عليك الغانيات اذا

ما جس للضرب عيدانا واوتارا

فلا تقسه بمن لاقيت ان له

سيفا يقلد آجالا وأعمارا

تظن جمعك ذا تنجيك كثرته

من بأس من لم يخف جما واكثارا

نجم اغرّ به تهدى طلائعه

وفي سماء الوغى تلقاه غرّارا

أخذ الفوارس في الهيجا احبّ له

من اخذه قاصرات الطرف ابكارا

يجلو دجى الحرب ان ابدو الظلام وغى

كأنما اضرمت اسيافه نارا

تجوب عرض الفلا طولا عساكره

وينتهي السير فيهم حيثما سارا

لكل عادية بيضاء تحسبها

شهبا بليل الوغى اطلعن أقمارا

بقودهم ملك رحب البنان له

ينقاد كل عنيد كان جبارا

البأش واليأس والرأي السديد ومن

في العز أمسى على الاعداء كرارا

اخو الندى يشبه المهدى من تركت

له المكارم حتى الحشر تذكارا

مجري الدما بانابيب القناة ومن

اسال غيث دم الابطال مدرارا

ومن على سابح قد خاض ليل وغى

والنحر بحر جرى بالموج تيارا

التارك الخيل خلوا من فوارسها

تحت العجاج ونقع الحرب قد ثارا

القالق الهام بالعضب الحسام اذا

ما طاش لب وعقل في الورى طارا

فقل لمن راح من راح الوغى ثملا

بدائه دونك اليوم الدوا دارا

فلو رأى قصر ما حاز حار ولم

تذكر له دولة كسرى ولا دارا

ولو وزنتَ ملوك الارض قاطبة

به لما وزنوا في الحرب معشارا

تعود البسط لم يقبض أنامله

إلا عنانا وعسالا وبتّارا

ابن مليك الحموي

ابن مليك الحموي (840 - 917 هـ) هو علاء الدين علي بن محمد بن علي بن عبد الله الدمشقي الفقاعي الحنفي، شاعر من العصر المملوكي. ولد بحماة سنة أربعين وثمانمائة، وأخذ الأدب عن الفخر عثمان بن العبد التنوخي وغيره، وأخذ النحو والعروض عن الشيخ بهاء الدين بن سالم. رع في الشعر حتى لم يكن له نظير في فنونه، وجمع لنفسه ديواناً في نحو خمس عشرة كراسة، وخمس المنفرجة، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024