Skip to main content
search

قدوم به ربع الأحبة مشرق

وعود به غصن المسرة مورق

وروض التهاني قد تضوع نشره

ولولا شذا رياك ما كان يعبق

ووافى بشير القرب بالسعد مقبلا

وداعي الهنا قد عاد وهو يخلق

وأضحت دمشق الشام بالحسن جنة

على ساكنيها من جمالك رونق

وما برحت في جبهة الدهر غرة

تضىء لياليها الحسان وتشرق

تسائل عنكم كلما هبت الصبا

ومن عرفهها اخباركم تتنشق

وسرت لمصر بالوفاء فأصبحت

برورا بايام الوفا تتحلق

وما كنت الا الغيث جئت على ظما

فسر برياه غني ومملق

وأمطرتنا من سيل سيبك نائلا

فكدنا نقول الشهب بالغيث تدفق

واني لاخشى ان جودك ان همى

يزيد على الانواء سحا فاغرق

اعيذ اياديك التي تثمر الندى

وما هي الا الروض تزهو وتورق

واقسم ان الجود فيك سجية

على مثلها اوصافك الغر تصدق

وما زلت ترقى في سما المجد والعلا

مجدا إلى ان نلت ما ليس بلحق

اذا ما إلى الجود الجياد تسابقت

فعزمك للعلياء والجود اسبق

ولا بدع ان تهوى مكارمك الورى

فان سجاياك الكريمة تعشق

فيا ايها الميمون طالعه ومن

بطلعته الغراء تشرق جلق

أجرني مما بي تجدد انني

خليع وثوب الصبر مني ممزق

وها انا قد وافيت بابك قاصدا

وبابك من وافاه فهو موفق

وليس سواك اليوم اسعى لبابه

ولم تك آمالي بغيرك تعلق

وليس لساني وحده لك خادما

ولكن جميعي فيك بالمدح ينطق

وشعري قبل اليوم قد كان كاسدا

فصار بمدحي فيك يعلو وينفق

وكيف اخاف الفقر يا واحد الندى

ولي منك عهد بالعطايا وموثق

فخذها قصيدا رق فيك نسيبها

جرير اخو ابياتها والفرزدق

منظمة درا من المدح خالصاً

علينا به يوم الندى تتصدق

فلا زلت بر بالعفاف ولم تزل

اياديك بحرا بالعطا يتدفق

ولا برحت عين السعادة والرضا

لنحوك ترنو كل وقت وترمق

ودامت اياديك التي لي طوفت

مدى الدهر ما غنى وصاح المطوق

ابن مليك الحموي

ابن مليك الحموي (840 - 917 هـ) هو علاء الدين علي بن محمد بن علي بن عبد الله الدمشقي الفقاعي الحنفي، شاعر من العصر المملوكي. ولد بحماة سنة أربعين وثمانمائة، وأخذ الأدب عن الفخر عثمان بن العبد التنوخي وغيره، وأخذ النحو والعروض عن الشيخ بهاء الدين بن سالم. رع في الشعر حتى لم يكن له نظير في فنونه، وجمع لنفسه ديواناً في نحو خمس عشرة كراسة، وخمس المنفرجة، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024