Skip to main content
search

أَمُذَكِّري عَهدَ الصِبا

بَعدَ الإِنابَةِ وَالرُجوعِ

أَذكَرتَني أَشياءَ مِن

زَمَنٍ تَرَكتُ بِها وَلوعي

أَشياءَ ذُقتُ لِفَقدِها

أَلَمَ الفِطامِ عَلى الرَضيعِ

نَسَجَت عَلَيها العَنكبو

تُ وَغودِرَت بَينَ الضُلوعِ

وَإِذا تَقاضَيتَ الجَوا

بَ فَخُذ جَوابَكَ مِن دُموعي

ذَهَبَ الجَديدُ مِنَ الشَبا

بِ فَكَيفَ ظَنُّكَ بِالخَليعِ

وَوَدِدتُ لَو دامَ الخَلي

عُ فَهَل إِلَيهِ مِن شَفيعِ

وَلَكَم طَرِبتُ إِلى الرَبي

عِ بِفِتيَةٍ مِثلِ الرَبيعِ

وَفَضَحتُ أَزهارَ الرِيا

ضِ بِحُسنِ أَزهارِ البَديعِ

وَسَهِرتُ في لَيلِ الصَبا

سَهَراً أَلَذُّ مِنَ الهُجوعِ

وَطَرَقتُ خِدرَ الكاعِبِ ال

حَسناءِ وَالخَودِ الشَموعِ

وَسَفَرتُ لِلمَلِكِ العَظي

مِ الشَأنِ وَالقَدرِ الرَفيعِ

وَشَرِكتُهُ في الأَمرِ يَن

فُذُ في الشَريفِ وَفي الوَضيعِ

وَبَلَغتُ ذاكَ وَلَم أَكُن

فيهِ لَحَقٌّ بِالمُضيعِ

ثُمَّ اِرعَوَيتُ وَصِرتُ في

حَدِّ السَكينَةِ وَالخُشوعِ

فَزَهِدتُ في هَذا وَذا

فَقُلِ السَلامُ عَلى الجَميعِ

فَإِلَيكَ عَنّي يا نَدي

مُ فَما صَنيعُكَ مِن صَنيعي

ما أَنتَ مِن ذاكَ الطِرا

زِ وَلا مِنَ البَزِّ الرَفيعِ

أَتُريدُ بَعدَ الشَيبِ مِن

ني صَبوَةَ الناشي الخَليعِ

لا لا وَحَقِّ اللَهِ ما

أَنا بِالسَميعِ وَلا المُطيعِ

إِن كُنتَ تَرجِعُ أَنتَ بَع

دَ الشَيبِ فَاِيأَس مِن رُجوعي

كَيفَ الرُجوعُ وَقَد رَأَي

تُ الريحَ تَلعَبُ بِالزُروعِ

عارٌ رُجوعُكَ بَعدَما

عايَنتَ حيطانَ الرُبوعِ

وَحَلَلتَ في ظِلِّ الجَنا

بِ الرَحبِ وَالحِرزِ المَنيعِ

وَاِعلَم أُخَيَّ بِأَنَّهُ

لابِالسُجودِ وَلا الرُكوعِ

فَهُناكَ كَم كَرَمٍ وَكَم

لُطفٍ وَكَم بِرَ مَريعِ

إِحسِب حِسابَكَ في الَّذي

تَنويهِ مِن قَبلِ الشُروعِ

وَاِجعَل حَديثَكَ في النُزو

لِ مُقَدَّماً قَبلَ الطُلوعِ

بهاء الدين زهير

بهاء الدين زهير (1186 - 1258) (581هـ - 656هـ)، زهير بن محمد بن علي المهلبي العتكي بهاء الدين، شاعر من العصر الأيوبي. ولما ظهر نبوغه وشاعريته التفت إليه الحكام بقوص فأسبغوا عليه النعماء وأسبغ عليهم القصائد. وطار ذكره في البلاد وإلى بني أيوب فخصوه بعينايتهم وخصهم بكثير من مدائحه.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024