Skip to main content
search

يا سائِلي عَن ذنوبِ الدّهر آونةً

اِسمعْ فَعندِيَ أنباءٌ وأخبارُ

كُلُّ الرّجالِ إِذا لم يخشعوا طمعاً

ولم تكدّرهمُ الآمالُ أحرارُ

إنْ تُضح دارِيَ في عمّانَ نائيةً

يوماً عليَّ فبالخُلصاءِ لِي دارُ

لو لم يكن لِيَ جارٌ مِن نِزَارِهِمُ

يحنو عليَّ فمن قحطانهمْ جارُ

وإنْ يضقْ خُلُقٌ من صاحب سَئِمٍ

فلم يضقْ بِيَ في ذي الأرض أقطارُ

وما أبالِي ونفسي ما تملّكها

أَسْرُ الغرامِ أقامَ الحيُّ أم ساروا

سَقْياً لقلبٍ يَعافُ الذُّلَّ ذِي أَنَفٍ

العارُ في لُبّهِ سِيّان والنّارُ

يَكسو الجديدَ لمَن يَعتام مِنحتَه

ولبسُه الدّهرَ أَهدامٌ وأطمارُ

ذلّ الّذي في يد الحسناءِ مهجتُه

ومن له في ذواتِ الخِدْرِ أوطارُ

وعزّ مَن لا هوىً منه وكان له

عنه مدَى الدّهر إقصاءٌ وإقصارُ

ما سرّنِي أنّني أحوِي الغِنى وبدا

في كفّ جارِيَ إعسارٌ وإقتارُ

وأنّ لِي نَصرةً من كلّ حادثةٍ

وما له من صروف الدّهرِ نَصّارُ

وأنّني بالغٌ من عيشتِي وَطَراً

وليس تُقضى له ما عاش أوطارُ

لا بارَكَ اللَّه في وادِي اللّئامِ ولا

سالتْ به عند جَدْبِ العام أمطارُ

وَالخيرُ كُلفةُ هذا الخلقِ كلّهِمُ

والنّاسُ بالطّبعِ والأخلاقِ أشرارُ

إنّ الّذين أقاموا قبلنا زمناً

مُحكّمين على أيّامهمْ ساروا

خَلت منازلُهمْ منهمْ وشرّدهمْ

دهرٌ خؤونٌ لمن يؤذيه غدّارُ

وحطّهمْ قَدَرٌ من بعد أن رُفعِتْ

منهمْ إلى قُلّةِ العلياءِ أقدارُ

الشريف المرتضى

ابوالقاسم السيد علي بن حسين بن موسی المعروف بالشريف المرتضى هو مرتضی علم الهدی (966 – 1044 م) الملقب ذي المجدين علم الهدي، عالم إمامي من أهل القرن الرابع الهجري. من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024