Skip to main content
search

ولما جَلَّ عتبي حلَّ غيبي

على عيني فصيَّره عديما

وعند شهودِ رَبِّي دبَّ حيٌ

على قلبي فغادره سليما

ولما فاح زهري هبّ سري

على نوري فصيَّره هشيما

ولما اضطر أهلي لاح نارٌ

من الرحمنِ صيَّرني كليما

ولما كنت مختاراً حبيباً

وكان بُراق سيري بي كريما

مطوتُ ولم أبالِ بكلِّ أهلٍ

تركتُ فعدتُ رحماناً رحيما

وكنت إلى رجيم البعد نجماً

دُوين العرشِ وقّاداً رجيما

ولما كنتُ مرضياً حَصوراً

وكان أمامَ وقتِ الشمسِ ميما

لحظت الأمر يسري من قريبٍ

على كُفرٍ يصيِّره رميما

وكنتُ به لفردٍ بعدَ ستٍ

لعامِ العقدِ قوَّاماً عليما

فلو أظهرت معنى الدهرِ فيه

لأعجزت العبارةَ والرقوما

ولكني سترّتُ لكونِ أمري

محيطاً في شهادتِه عظيما

فغطَّيتُ الأمور بكل كشفٍ

لعين صارَ بالتقوى سليما

محيي الدين بن عربي

محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي. فيلسوف من المتكلمين ، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، واستقر في دمشق ومات فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024