Skip to main content
search

ألا فاتبع من كان عبداً مخصصاً

بعلمٍ غريبٍ لم ينل ذوقه خبرا

ولا تعترض فيه عليه لأنه

سيحدث في معناه منه لكم ذكرا

ولا تك فيه موسوياً فإنه

مع القول بالتعديل لم يستطع صبرا

تزحزح ألباب الرجالِ إذا رأوا

بأعينهم من غيرهم أحدثوا أمرا

فينكرهم في الحين ديناً وغيرة

فيرهقها المتبوع من أمرها عسرا

فإن عاد بالأعراض عنهم لنكرهم

تقيم له مما أتته به عذرا

كذا سنة الرحمن في كلِّ تابع

ومتبوعه فاحذر من العالم المكرا

فمن يتق الله العظيم بحاله

سيجعل له الرحمن من أمره يسرا

ومن يتوكل في الأمور على الذين

يكون بها أولى كما أنه يدرى

وقد جعل الله العليمُ بأمرِه

لكلِّ الذي يجريه في خلقه قدرا

لقد جئتكم بالأمر من عند ربكم

كما جاءت الأرسال من عنده تترى

وإني لهم في كلِّ ما قلت وارثٌ

ولم ألتمس منكم ثناءً ولا أجرا

وأجري على الله الكريم جعلته

لديه إلى يوم الورود لنا ذخرا

محيي الدين بن عربي

محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي. فيلسوف من المتكلمين ، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، واستقر في دمشق ومات فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024