Skip to main content
search

صحّةُ الوجد بالجفون المراضِ

سلبَ الطّرفَ لذَّةَ الإغماضِ

خولفتْ عادة الورى فرمينا

نحو تلك السّهام بالأغراض

وقصيرٌ عمر الوصال حباني

بليالي الهجر الطوال العراض

قمرٌ كلّما بدا سرتُ منهُ

في دياجي الصدود والإعراض

كسرت فيه ذّمة القلب فالقلـ

ـب من الصبّ ثابت الإنقاض

فأعنّي على مماطلة الشوق

فلي من لحاظه متقاضي

ولضربِ الحسامِ في الغمد قلبي

كسر الجفن منهُ والحدُّ ماضي

قام يسعى والدَّجنُ طلعةُ غض

بان بكأسٍ كوجه جذلانَ راضي

بسمتْ عن حبابها فأرتنا

لؤلؤ الطّلّ في خدود الرياض

كلما نشّر الغمام ملاءً

طرزّتها البروق بالإيماض

أسلبت كمّهُ الجنوبُ على

الأرض وجرَّت من ذيله الفضفاض

سحبٌ رعدها كما جرجر

الفحلُ أطافت به نبات المخاض

وعروقُ المرنِ النوابضُ فيه

كحنايا سريعة الإنباض

نثلتْ نبلها فقد لبس ألماً

دروعاً من خوف تلك الوفاض

أشبهت راحةَ العزيز ولكن

خالفتها في البطش والأنهاض

ابن الساعاتي

علي بن محمد بن رستم بن هَردوز، أبو الحسن، بهاء الدين بن الساعاتي. (1158 - 1207) م شاعر مشهور، خراساني الأصل، ولد ونشأ في دمشق. وكان أبوه يعمل الساعات بها. قال ابن قاضي شهبة: برع أبو الحسن في الشعر، ومدح الملوك، وتعانى الجندية وسكن مصر. وتوفي بالقاهرة. وأخوه الطبيب ابن السَّاعاتي (618 هـ 1221 م)

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024