Skip to main content
search

إِن كُنتَ تَلحاني فَلَستُ بِحاني

وَمِنَ المَروءَةِ أَن تُعِينَ العَانِي

يا حاضِراً يُلقي إِلَيَّ حَديثَهُ

أَمسِك فَلَستُ بِحاضِرٍ تَلقاني

أَسمَعتَ حُكماً مَن لَهُ قَلبٌ وَما

أَسمَعتَ قَولاً مَن لَهُ أُذُنانِ

مَن لَم يَكُن سُلطانُهُ مِن حُجَّةٍ

فَنَقادُها صَعبٌ بِلا سُلطانِ

ظَعَنَت ذَخائِرُ أَدمُعي وَتَفَرَّقَت

مِن قَبلِ يَومِ تَفَرُّقِ الأَظعانِ

فَاليَومَ إِن لَم أَرضَ مِنهُ مُسخِطي

بِفِراقِهِم فَالدَمعُ ما يَرضاني

وَبِحَقِّهِ إِن لَم أَبُلَّ غَليلَهُ

مِن بَعدِ ما أَسعَرتُهُ نيراني

يا دَهرُ ما أَطلَعتَ لي يَومَ النَوى

إِلّا مُعَقِّبَ لَيلَةِ الهِجرانِ

وَوَجَدتُ قَلبي إِذ سَمِعتُ عِتابَهُ

يَصلى لَظاهُ وَما وَجَدتُ لِساني

وَلَقَد أَطاعَتهُ جَميعُ جَوارِحي

حَتّى اللِسانُ أَطاعَهُ وَعَصاني

فَاليَومَ قُل ما لا عَلَيكَ بَيانُهُ

فَعَلَيَّ حينَ عَصَيتَ صارَ بَياني

أَفدي بِنَفسي وَجهِكَ الراضي عَلى

عَيني وَحِدَّةِ لَفظِكَ الغَضبانِ

إِن تُنكِر النارَ الَّتي في مُهجَتي

فَلَتَعرِفَنَّ الماءَ في أَجفاني

وَنَهَضتُ مِعثاراً بِدَمعِيَ وَالخُطا

مَقصودها وَمُعَثِّري ذَمَلاني

لِلناسِ أَغصانٌ وَقَد يَجنونَها

وَعَلِقتُ غُصناً دونَها وَجَناني

وَيَدُ النَسيمِ كَريمَةٌ عِندي بِما

شَرَعَ التَعانُقَ بَينَ غُصنِ البانِ

وَعَلى الأَحِبَّةِ مَن عِداهُم رِقيَةٌ

وَعَلى الحَمائِمِ رِقيَةُ الأَغصانِ

وَالريحُ تَحتَ الطَيرِ تَجري خَيلُها

وَالطَيرُ تُمسِكُ غُصنَهُ بِعَنانِ

وَيَهُزُّني كَالغُصنِ خَمرُ غِنائِهِ

فَأَقولُ هَل غَنّاهُ أَو غَنّاني

القاضي الفاضل

عبد الرحيم البيساني، المعروف بالقاضي الفاضل (526هـ - 596هـ) أحد الأئمة الكتَّاب، ووزير السلطان صلاح الدين الأيوبي.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024