Skip to main content
search

ما بَيْنَ ضَالِ المُنْحَنى وظِلاَلِه

ضَلّ المُتَيَّمُ واهتدى بضلالِهِ

وبذلِكَ الشِّعبِ اليَماني مُنْيةٌ

للصبّ قد بَعُدَتْ على آمالِهِ

يا صاحبي هذا العقيقُ فقِفْ به

مُتَوالِهاً إن كُنْتَ لستَ بوالِه

وانظُرْهُ عنّي إنّ طرْفي عاقني

إرسالُ دمعي فيه عن إرْساله

واسْأَلْ غزالَ كِنَاسِهِ هل عندهُ

عِلْمٌ بقَلبي في هواهُ وحاله

وأظُنّهُ لم يدْرِ ذُلّ صَبابتي

إذ ظَلّ مُلْتَهِياً بعِزّ جَماله

تَفْدِيهِ مُهْجَتيَ التي تلِفَتْ ولا

مَنٌّ عليه لأنّها مِنْ ماله

أَتُرى درى أنّي أحِنّ لهَجْرِهِ

إذ كنتُ مُشْتَاقاً لهُ كوِصاله

وأَبِيتُ سَهراناً أُمَثّلُ طَيفَه

للطّرْف كي ألقى خَيالَ خَياله

لا ذُقْتُ يوماً راحةً من عاذلٍ

إنْ كنتُ مِلْتُ لقِيلهِ ولِقاله

فَوَحَقّ طيبِ رضَى الحبيب ووَصلِهِ

ما مَلّ قلبي حُبّهُ لمَلاله

واهاً إلى ماء العُذَيْب وكيفَ لي

بحَشَايَ لو يُطْفَى بِبَرْدِ زُلاله

ولقدْ يَجِلّ عن اشتياقي ماؤه

شَرَفاً فَوَاظَمِئي لِلامعِ آله

ابن الفارض

عمر بن علي بن مرشد بن علي الحموي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة، أبو حفص وأبو القاسم، شرف الدين ابن الفارض. أشعر المتصوفين. يلقب بسلطان العاشقين. في شعره فلسفة تتصل بما يسمى (وحدة الوجود)

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024