Skip to main content
search

عاوَدَ القَلبَ بَثُّهُ وَخَبالُه

لِخَليطٍ زُمَّت بِلَيلٍ جِمالُه

وَسَقيمٍ يُخشى بَلاهُ وَلا يُر

جى مِنَ السُقمِ وَالبِلى إِبلالُه

يسأَلُ الرَبعَ قَد تَعَفَّت رُباهُ

وَخَلَت مِن أَنيسِهِ أَطلالُه

عَن رَهيفِ القَوامِ يَجمَعُ فيهِ

صِفَةَ الغُصنِ لينُهُ وَاِعتِدالُه

قَد أَعَلَّ الفُؤادَ تَوريدُ خَدَّي

هِ وَتَفتيرُ لَحظِهِ وَاِعتِلالُه

زائِرٌ في المَنامِ يَهجُرُ يَقظا

نَ وَيَدنو مَعَ المَنامِ وِصالُه

طارِقٌ أَرهَقَ الزِيارَةَ وَالصُب

حُ مُطِلٌّ أَو قَد دَنا إِطلالُه

وَأَما وَالأَراكِ في بَطنِ مَرٍّ

يَتَفَيَأنَ بِالعَشِيِّ ظِلالُه

وَكُراعِ الغَميمِ يَنآدُ فيها

مُرجَحِنّاً أَثلُ الغَميمِ وَضالُه

وَاِعتِسافِ الحَجيجِ عُسفانَ إِذ تو

قِدُ رَمضاؤُهُ وَيَخفِقُ آلُه

ما اِستَعَنتُ الكَرى عَلى الشَوقِ إِلّا

باتَ قَيضاً مِنَ الحبيبِ خَيالُه

يا أَبا بَكرٍ المَخوفَ شَذاهُ

وَالمُرَجّى كُلَّ الرَجاءِ نَوالُه

ما سَعى في نَقيصَةِ المُلكِ إِلّا

حائِرٌ مُرسَلٌ عَلَيهِ نَكالُه

سَطَواتٌ بُثَّت عَلى الشَرقِ حَتّى

خَضَعَ الشَرقُ سَهلُهُ وَجِبالُه

تئلَفُ المَكرُماتُ ساحَةَ خِرقٍ

حائِزٌ ذِكرَ مِثلِها أَمثالُه

رَجُلُ الدَهرِ هِمَّةً وَاِحتِمالاً

لِلَّذي يُعجِزُ الرِجالَ إِحتِمالُه

حُوَّلٌ قُلَّبٌ يَسُرُّكَ مِنهُ

نَهضُهُ بِالجَليلِ وَإِستِقلالُه

قُم تَأَمَّل فَما المَحاسِنُ إِلّا

فُرَصُ المَجدِ عارَضَت وَإِهتِبالُه

حَيثُ أَجرَت شِعابَها دُفَعُ الجو

دِ وَحَقَّت لِآمِلٍ آمالُه

نَزَعَ الحاسِدُ المُنافِسُ صِفراً

آيِساً مِن مَنالِ ما لا يَنالُه

حازِمٌ لا يَني يُلَقّى صَواباً

رَيثُهُ في الأُمورِ وَاِستِعجالُه

بِشرُهُ وَالرُواءُ مِنهُ وَلِلسَي

فِ جَمالانِ حَليُهُ وَصِقالُه

راخَنا أَمسِ جاهُهُ وَثَنى اليَو

مَ لَنا بِالرِياشِ أَجمَعَ مالُه

كانَ مَعروفُهُ المُقَدَّمُ قَولاً

فَقَفا القَولَ مِن قَريبِ فَعالُه

البحتري

البحتري (205 هجري - 284 هجري): هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي. البحتري بدوي النزعة في شعره، ولم يتأثر إلا بالصبغة الخارجية من الحضارة الجديدة. وقد أكثر من تقليد المعاني القديمة لفظيا مع التجديد في المعاني والدلالات، وعرف عنه التزامه الشديد بعمود الشعر وبنهج القصيدة العربية الأصيلة ويتميز شعره بجمالية اللفظ وحسن اختياره والتصرف الحسن في اختيار بحوره وقوافيه وشدة سبكه ولطافته وخياله المبدع.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024