Skip to main content
search

أَضحَت بِمَروِ الشاهِجانِ مَنادِحي

وَلِأَهلِ مَروِ الشاهِجانِ مَدائِحي

وَصَلَوا جَناحي بِالنَوالِ وَآمَنوا

مِن خَوفِ أَحداثِ الزَمانِ جَوانِحي

كَم مِن يَدٍ بَيضاءَ أَشكُرُ غِبَّها

مِنهُم وَفيهِم مِن أَخٍ لِيَ صالِحِ

فَاللَهُ جارُ أَبي عَلِيٍّ إِنَّهُ

أُنسُ الصَديقِ وَغَيظُ صَدرِ الكاشِحِ

شَيخُ الأَمانَةِ وَالدِيانَةِ موجِفٌ

في مَذهَبٍ أَمَمٍ وَحِلمٍ راجِحِ

ذو عُروَةٍ في الأَعجَمَينِ وَثيفَةٍ

وَأَرومَةٍ مَرؤومَةٍ في واشِحِ

نَفسي فِداءُ خَلائِقٍ لَكَ حُرَّةٍ

وَزِنادِ مَجدٍ في يَمينِكَ قادِحِ

إِنّي أَقولُ وَما أَقولُ مُعَرِّضاً

في ذِكرِ مَكرُمَةٍ بِعَبثَةِ مازِحِ

ماذا تَرى في مُدمَجٍ عَبلِ الشَوى

مِن نَسلِ أَعوَجَ كَالشِهابِ اللائِحِ

لا تِربُهُ الجَذَعُ الَّذي يَعتاقُهُ

وَهنُ الكَلالِ وَلَيسَ كُلَّ القارِحِ

عُنُقٌ كَقائِمَةِ القَليبِ تَعَطَّفَت

أَوَداً وَرَأسٌ مِثلُ قَعوِ الماتِحِ

يَختالُ في شِيَةٍ يَموجُ ضِياؤُها

مَوجَ القَتيرِ عَلى الكَمِيِّ الرامِحِ

لَو يَكرَعُ الظَمآنُ فيهِ لَم يُمِل

طَرفاً إِلى عَذبِ الزُلالِ السائِحِ

أَهدَيتُهُ لِتَروحَ أَبيَضَ واضِحاً

مِنهُ عَلى جَذلانَ أَبيَضَ واضِحِ

فَتَكونَ أَوَّلَ سُنَّةٍ مَأثورَةٍ

أَن يَقبَلَ المَمدوحُ رِفدَ المادِحِ

البحتري

البحتري (205 هجري - 284 هجري): هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي. البحتري بدوي النزعة في شعره، ولم يتأثر إلا بالصبغة الخارجية من الحضارة الجديدة. وقد أكثر من تقليد المعاني القديمة لفظيا مع التجديد في المعاني والدلالات، وعرف عنه التزامه الشديد بعمود الشعر وبنهج القصيدة العربية الأصيلة ويتميز شعره بجمالية اللفظ وحسن اختياره والتصرف الحسن في اختيار بحوره وقوافيه وشدة سبكه ولطافته وخياله المبدع.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024