Skip to main content
search

أَعِن جِوارِ أَبي إِسحاقَ تَطمَعُ أَن

تُزيلَ رَحلِيَ يا بُهلَ بنَ بُهلانا

غَبينَةٌ سُمتَنيها لَو سَمَحتُ بِها

يَوماً لَأَكفَلتُها لَخماً وَغَسّانا

أَعدَدتَ مِن قُطرِكَ الأَقصى لِتَقمُرَني

بَنى المُدَبِّرِ أَنصاراً وَأَعوانا

يَرضاهُمُ الناسُ أَرباباً لِسُؤدُدِهِم

فَكَيفَ أَسخَطُهُم يا بُهلُ إِخوانا

هَبني غَنيتُ بِوَفري عَن نَوالِهِمِ

فَكَيفَ أَصنَعُ بِالإِلفِ الَّذي كانا

عَهدٌ مِنَ الأُنسِ عاقَرنا الكُؤوسَ عَلى

بَديإِهِ وَخَبَطنا فيهِ أَزمانا

نَمّازُ عَنهُ كُهولاً بَعدَ كَبرَتِنا

وَقَد قَطَعنا بِهِ الأَيّامَ شُبّانا

أَصادِقٌ لَم أُكاذِبهُم مَوَدَّتَهُم

وَلَم أَدَعهُم لِشَيءٍ عَزَّ أَو هانا

وَلَم أَكُن بائِعاً بِالرَغبِ عَبدَهُمُ

وَأَنتَ تَطلُبُهُم يا بُهلُ مَجّانا

إِذهَب إِلَيكَ فَلا مُحظىً بِعارِفَةٍ

وَلا مُصيباً بِما حاوَلتَ إِمكانا

البحتري

البحتري (205 هجري - 284 هجري): هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي. البحتري بدوي النزعة في شعره، ولم يتأثر إلا بالصبغة الخارجية من الحضارة الجديدة. وقد أكثر من تقليد المعاني القديمة لفظيا مع التجديد في المعاني والدلالات، وعرف عنه التزامه الشديد بعمود الشعر وبنهج القصيدة العربية الأصيلة ويتميز شعره بجمالية اللفظ وحسن اختياره والتصرف الحسن في اختيار بحوره وقوافيه وشدة سبكه ولطافته وخياله المبدع.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024