Skip to main content
search

أَحَرامٌ أَن يُنجَزَ المَوعودُ

مِنكِ أَو يَقرُبَ النَوالُ البَعيدُ

وَوَراءَ الضُلوعِ مِن فَرطِ حُبَّي

كِ غَرامٌ يُبلي الحَشا وَيَزيدُ

إِنَّما يَستَميحُ نائِلَكِ الصَبُّ

وَيَشكو الهَوى إِلَيكِ العَميدُ

غَرَّهُ وَعدُكِ السَرابُ وَعادى

بَينَ جَفنَيهِ قَلبُكِ الجُلمودُ

مَن عَذيري مِنها تُبَدِّدُ لُبّي

بَينَ عاداتِها الَّتي تَستَعيدُ

خَلَطَت هِجرَةً بِوَصلٍ فَفي القُر

بِ بِعادٌ وَفي الوِصالِ صُدودُ

وَاِنثَنَت وِجهَةَ الفِراقِ فَأَرسَل

تُ إِلَيها عَيناً عَلَيها تَجودُ

نَظرَةٌ خَلفَها الدُموعُ عِجالاً

تَتَمادى وَدونَها التَسهيدُ

أَتَرى فائِتاً يُرَجّى وَيَوماً

مِثلَ يَومي بِرامَتَينِ يَعودُ

وَصَلَتنا بِالفَتحِ فَتحِ اِبنِ خاقا

نِ خِلالٌ مِنها النَدى وَالجودُ

أَريَحِيٌّ إِذا غَدا صَرَّفَتهُ

شِيَمُ المَكرُماتِ حَيثَ يُريدُ

كُلَّ يَومٍ يَفيضُ في مُجتَديهِ

نَشَبٌ طارِفٌ وَمالٌ تَليدُ

وَبَقيهِ ذَمَّ الرِجالِ إِذا شا

ءَ رِجالٌ عَنِ المَعالي قُعودُ

خُلُقٌ يا أَبا مُحَمَّدٍ اِستَأ

نَفتَ مِنهُ مَكارِماً ما تَبيدُ

حادَ عَن مَجدِكَ المَسامي وَأَمعَن

تَ عُلُوّاً فَصَدَّ عَنكَ الحَسودُ

عِش حَميداً فَما نَذُمُّ زَماناً

جارَنا فيهِ فِعلُكَ المَحمودُ

أَخَذَت أَمنَها مِنَ البُؤسِ أَرضٌ

فَوقَها ظِلُّ سَيبِكَ المَمدودُ

ذَهَبَت جِدَّةُ الشِتاءِ وَوافا

نا شَبيهاً بِكَ الرَبيعُ الجَديدا

أُفُقٌ مُشرِقٌ وَجَوٌّ أَضاءَت

في سَنا نورِهِ اللَيالي السودُ

وَكَأَنَّ الحَوذانَ وَالأُقحُوانَ ال

غَضَّ نَظمانِ لُؤلُؤٌ وَفَريدُ

قَطَراتٌ مِنَ السَحابِ وَرَوضٌ

نَثَرَت وَردُها عَلَيهِ الخُدودُ

وَلَيالٍ كُسينَ مِن رِقَّةِ الصَي

فِ فَخَيَّلنَ أَنَّهُنَّ بُرودُ

الرِياحُ الَّتي تَهُبُّ نَسيمٌ

وَالنُجومُ الَّتي تُطِلُّ سُعودُ

وَدَنا العيدُ وَهُوَ لِلناسِ حَتّى

بَتَقَضّى وَأَنتَ لِلعيدِ عيدُ

البحتري

البحتري (205 هجري - 284 هجري): هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي. البحتري بدوي النزعة في شعره، ولم يتأثر إلا بالصبغة الخارجية من الحضارة الجديدة. وقد أكثر من تقليد المعاني القديمة لفظيا مع التجديد في المعاني والدلالات، وعرف عنه التزامه الشديد بعمود الشعر وبنهج القصيدة العربية الأصيلة ويتميز شعره بجمالية اللفظ وحسن اختياره والتصرف الحسن في اختيار بحوره وقوافيه وشدة سبكه ولطافته وخياله المبدع.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024